تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَابَ قَوْسَيْنِ ?، قال مجاهد: قيد أو قدر قوسين. وعن ابن مسعود في هذه الآية: ? فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ? قال: قال رسول الله ?: «رأيت جبريل له ستمائة جناح». وعن مسروق قال: قلت لعائشة: ما قوله: ? ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ?؟ فقالت: (إنما ذلك جبريل، كان يأتيه في صورة الرجال، وإنه أتاه هذه المرة في صورته فسد أفق السماء).

وقال ابن زيد في قوله: ? فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ?، قال: أوحى جبريل إلى رسول الله ? ما أوحى الله إليه. وعن قتادة في قوله: ? مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ?، قال: رأى جبريل في صورته، وهو الذي رآه نزلة أخرى. وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله ?: «رأيت جبريل عند سدرة المنتهى له ستمائة جناح».

وقال البغوي: ? مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ? قرأ أبو جعفر: ما كذَّب أي: ما كذب قلب محمد ? ما رأى بعينه تلك الليلة، بل صدقه وحققه، وقرأ الآخرون بالتخفيف. أي: ما كذب فؤاد محمد ? الذي رأى بل صدقه، مجازه: ما كذب الفؤاد فيما رأى. انتهى ملخصًا. وعن قتادة: قال: قال نبيّ الله ?: «لما انتهيت إلى السماء السابعة أتيت على إبراهيم فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، فسلمت عليه فقال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، قال: ثم رفعت لي سدرة المنتهى. فحدّث نبي الله أن نبقها مثل قلال هجر، وأن ورقها مثل آذان الفيلة».

وعن ابن عباس: ? إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ?، قال: قال رسول الله ?: «رأيتها حتى استثبتها ثم حال دونها فراش من ذهب». وعن الربيع: ? إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ? قال: غشيها نور الرب، وغشيتها الملائكة، من حب الله مثل الغربان حين يقعن على الشجرة. قوله: مثل الغربان: أي: الغرانيق البيض.

للاستماع 526 A.mp3 (http://www.4shared.com/audio/aeC8SSYg/526A.html)

http://dc124.4shared.com/img/298230530/f13d9729/526a.png (http://www.4shared.com/photo/ROZ7OMYL/526a.html)

http://dc201.4shared.com/img/298230531/863aa7bf/526B.png (http://www.4shared.com/photo/cRuH4-7P/526B.html)

للاستماع526 B.mp3 (http://www.4shared.com/audio/m7ZuN2OL/526B.html)

وعن ابن عباس في قوله ? مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ? قال: ما زاغ يمينًا ولا شمالاً، ولا طغى ولا جاوز ما أمر به ? لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ? قال ابن مسعود: (رأى النبيّ ? رفرفًا أخضر من الجنة قد سدّ الأفق) وقال ابن زيد في قوله: ? لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ?، قال: جبريل، رآه في خلقه الذي يكون به في السماوات، قدر قوسين من رسول الله ?، فيما بينه وبينه.

قال البغوي: قوله: ? أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ?، هذه أسماء أصنام اتخذوها آلهة يعبدونها، اشتقوا لها أسماء من أسماء الله تعالى فقالوا: من الله اللات، ومن العزيز: العزى. وقال ابن عباس: كان اللات رجلاً يلت السويق للحاج، فلما مات عكفوا على قبره. قال ابن إسحاق: وقد كانت العرب اتخذت مع الكعبة طواغيت، وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة، لها سدنة وحجاب، وتهدي لها كما تهدي للكعبة، وتطوف بها كطوافها بها، وتنحر عندها، وهي تعرف فضل الكعبة عليها، فكانت لقريش ولبني كنانة العزى بنخلة، وكان سدنتها وحجابها بني شيبان من سليم حلفاء بني هاشم؛ وكانت اللات لثقيف بالطائف، وكان سدنتها وحجابها بني معتب، وكانت مناة للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل يثرب، على ساحل البحر من ناحية المشلّل بقديد؛ وكانت ذو الخلصة لدوس وخثعم وبجيلة ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة؛ وكانت قلس لطيء ومن يليها بجبل طيء بين سلمى وأجأ؛ وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يقال له: ريام؛ وكانت رضاء بيتًا لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم؛ وكان ذو الكعبات لبكر وتغلب ابني وائل وإياد بسنداد.

وقال البغوي: ومعنى الآية: أفرأيتم أخبرونا أيها الزاعمون أن اللات والعزى ومناة بنات الله تعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا. وقال الكلبي: كان المشركون بمكة يقولون: الأصنام والملائكة بنات الله، وكان الرجل منهم إذا بشر بالأنثى كره ذلك. فقال الله تعالى منكرًا عليهم، ? أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ?، قال ابن عباس: جائرة.

? إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ?، قال ابن كثير: أي: ليس لهم مستند إلا حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم، وإلا حظ نفوسهم في رياستهم وتعظيم آبائهم الأقدمين، ? وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ?، أي: البيان بالكتاب والرسول أنها ليست بآلهة وأن العبادة لا تصلح إلا لله الواحد القهار.? أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى ? أيظن الكافر أن له ما يتمنى ويشتهي من شفاعة الأصنام؟ ? فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى * وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ ?، ممن يعبدهم هؤلاء الكفار ويرجون شفاعهم عند الله، ? لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ ?، في الشفاعة ? لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى ?، أي: من أهل التوحيد.]

يتبع ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير