تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: وهذا كقوله تعالى: ? فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ?. وعن ابن عباس: قوله: ? أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ?، يقول: مكذّبون غير مصدّقين ? وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ ?، يقول: شكركم ? أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ?، وقال الحسن في هذه الآية: خسر عبد لا يكون حظّه من كتاب الله إلا التكذيب. وعن ابن عباس أنه كان يقرأ: ? وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ?، ثم قال: ما مطر الناس ليلة قطّ إلا أصبح بعض الناس مشركين يقولون: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كذا وكذا. وفي الصحيحين عن زيد بن خالد الجهني قال: صلّى بنا رسول الله ? صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم»؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطِرْنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مُطِرْنَا بَنَوْءِ كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب».

قال ابن كثير: يقول تعالى:? فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ ? الروح ? الْحُلْقُومَ ? أي: الحلق ? وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ? أي: إلى المحتضَر وما يكابده من سكرات الموت ? وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ ? أي: بملائكتنا ? وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ ? أي: ولكن لا ترونهم، كما قال تعالى: ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ?. وعن ابن عباس قوله: ? فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ? يقول: غير محاسَبين. وقال ابن زيد في قوله: ? تَرْجِعُونَهَا ? قال: لتلك النفس ? إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ? قال البغوي: أي: تردّون نفس هذا الميت إلى جسده بعدما بلغت الحلقوم، فأجاب عن قوله: ? فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ? وعن قوله: ? فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ? بجواب واحد معناه: إن كان الأمر كما تقولون: أنه لا بعث ولا حساب ولا إله يجازي، فهلا تردّون نفس من يعزّ عليكم إذا بلغت الحلقوم؟ وإذا لم يمكنكم ذلك فاعلموا أن الأمر إلى غيركم، وهو الله عز وجل فآمِنوا به. ثم ذكر طبقات الخلق عند الموت وبيّن درجاتهم فقال: ? فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ?.

وعن سعيد بن جبير في قوله: ? فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ ?، قال: الروح: الفرح. والريحان: الرزق؛ قال قتادة: يتلقّى به عند الموت.

http://dc223.4shared.com/img/302306018/cec819fd/537A.png?sizeM=7

537A.mp3 (http://www.4shared.com/audio/0Xi8fZ-S/537A.html)

537B.mp3 (http://www.4shared.com/audio/HztCY1gy/537B.html)

http://dc269.4shared.com/img/302306020/eb3ec20c/537B.png?sizeM=7

? وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ?، قال: سلام من عند الله، سلّمت عليه ملائكة الله. وقال ابن زيد: سَلِمَ مما يكون. وقال مقاتل: هو أن الله تعالى يتجاوز عن سيِّئاتهم ويقبل حسناتهم. وعن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله ? في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله ? وجلسنا حوله كأنّ على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر - مرتين أو ثلاثًا ثم قال -: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزلت إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير