تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أنفقتم مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلغتم أعمالهم». قال ابن كثير: ومعلوم أن إسلام خالد بن الوليد كان بين صلح الحديبية وفتح مكة. وعن قتادة: ? وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ? قال: الجنة ? وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ?، قال ابن كثير: أي: فلخبرته فاوت بين ثوابهم.

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[01 - 06 - 10, 07:28 م]ـ

القسم الثالث والرابع

قال البغوي: ? يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم ?، يعني: على الصراط، ? بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ?، يعني: عن أيمانهم؛ قال بعضهم: أراد جميع جوانبهم، فعبر بالبعض عن الكلّ، وذلك دليلهم إلى الجنة. وقال قتادة: ذكر لنا أن نبيّ الله ? قال: «إن من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عَدَن أبين وصنعاء ودون ذلك، حتى أن من المؤمنين من لا يضيء نوره إلا موضع قدميه». وقال ابن مسعود: (يؤتون من نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة، ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم، وأدناهم نورًا مَنْ نوره على إبهامه فيطفأ مرّة ويوقد مرّة). وقال الضحاك، ومقاتل: ? يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ? كتبهم، يريد أن كتبهم التي أعطوها بإيمانهم ونورهم بين أيديهم، وتقول لهم الملائكة: ? بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ?.

? يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ ? نستضيء من نوركم، وذلك أن الله تعالى يعطي المؤمنين نورًا على قدر أعمالهم يمشون به على الصراط، ويعطي المنافقين أيضًا نورًا خديعة لهم، وهو قوله عز وجل: ? وَهُوَ خَادِعُهُمْ ? فبينا هم يمشون إذ بعث الله عليهم ريحًا وظلمة فأطفأت نور المنافقين، فذلك قوله: ? يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا ? مخافة أن يُسلبوا نورهم كما سُلب نور المنافقين ? قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً ? فاطلبوا هناك لأنفسكم نورًا، فإنه لا سبيل لكم إلا الاقتباس من نورنا، فيرجعون في طلب النور فلا يجدون شيئًا فينصرفون إليهم ليلقوهم فيميز بينهم وبين المؤمنين؛ وهو قوله: ? فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ ? وهو حائط بين الجنة والنار ? لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ?، أي: في باطن ذلك السور الرحمة وهي: الجنة، ? وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ? وهو: النار ? يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ? في الدنيا نصلّي ونصوم؟ ? قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ ?، أهلكتموها بالنفاق والكفر، واستعملتموها في المعاصي والشهوات وكلّها فتنة ? وَتَرَبَّصْتُمْ ? بالإِيمان والتوبة ? وَارْتَبْتُمْ ? تشكّكتم ? وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ ? الأباطيل وما كنتم تتمنّون من نزول الدوائر بالمؤمنين ? حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ ?، يعني: الموت، ? وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ?، يعني: الشيطان. قال قتادة: ما زالوا على خدعة من الشيطان حتى قذفهم الله في النار

539 A.mp3 (http://www.4shared.com/audio/IhZktIrG/539A.html)

http://dc204.4shared.com/img/303283336/73858bc3/539A.png?sizeM=7

http://dc204.4shared.com/img/303283352/22b2e85c/539B.png?sizeM=7

539B.mp3 (http://www.4shared.com/audio/qFmkPuXf/539B.html)

. قال قتادة: ما زالوا على خدعة من الشيطان حتى قذفهم الله في النار ? فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ?، يعني: المشركين ? مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ? صاحبكم وأولى بكم لما أسلفتم من الذنوب، ? وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ?. انتهى ملخصًا. والله أعلم.

عن قتادة: قوله: ? أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ? الآية، ذكر لنا أن شدّاد بن أوس كان يروي عن رسول الله ? قال: «إن أول ما يرفع من الناس الخشوع». قال ابن كثير: يقول تعالى: أما آن للمؤمنين: ? أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ? أي: تلين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن، فتفهمه وتنقاد له وتسمع له وتطيعه؟ ? وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ?، قال ابن عباس: مالوا إلى الدنيا وأعرضوا عن مواعظ الله. قال البغوي: والمعنى: أن الله عز وجل ينهى المؤمنين أن يكونوا في صحبة القرآن كاليهود والذين قست قلوبهم لما طال عليهم الدهر ? وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ? يعني: الذين تركوا الإِيمان بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام.

وقوله تعالى: ? اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? فيه إشارة إلى أن الله تعالى يليّن القلوب بعد قسوتها برحمته كما يحيي الأرض بعد جدبها ? إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ ? أي: المتصدّقين والمتصدّقات ? وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ? بالصدقة والنفقة في سبيل الله عز وجل ? يُضَاعَفُ لَهُمْ ? ذلك القرض ? وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ? ثواب حسن وهو الجنة ?

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير