وقوله تعالى: ? ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ?، يقول تعالى: هذا الكتاب وهو القرآن، لاشك فيه أنه من عند الله تعالى، وأنه الحق والصدق، كما قال تعالى: ? آلم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ?.
وقوله تعالى: ? هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ?، أي: رشد وبيان لأهل التقوى خاصة، كما قال تعالى: ? قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ?. وقال تعالى: ? وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلا خَسَاراً ?. قال ابن عباس: التقيّ من يتقيّ الشرك والكبائر والفواحش. وأنشد أبو الدرداء:
يريد المرء أن يؤتى مُناه (ويأبى الله إلا ما أراد (
يقول المرء: فائدتي ومالي (وتقوى الله أفضل ما استفادا (
والتقوى: هي: طاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه.
وقوله تعالى: ? الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ?، أي: الذين يصدقون بما غاب عنهم، مما أخبر الله به من أمور الآخرة والقدر وغير ذلك. قال أبو العالية: يؤمنون بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وجنته وناره، ولقائه، ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث، فهذا غيبٌ كله. وعن أبي جمعة رضي الله عنه قال: تغدينا مع رسول الله ?، ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال: يا رسول الله هل أحد خير منا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك قال: «نعم قومٌ من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني».
وقوله تعالى: ? وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ?، أي: يديمونها ويحافظون عليها في مواقيتها، بحدودها وأركانها وهيآتها، والمراد بها الصلوات الخمس. قال ابن عباس: إقامة الصلاة إتمام الركوع والسجود، والتلاوة والخشوع والإِقبال عليه فيها.
وقوله تعالى: ? وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ?، أي: في جميع ما يلزمهم من الزكاة وغيرها. قال قتادة: هذه الأموال عَوَارٍ وودائع عندك يا ابن آدم، يوشك أن تفارقها.
وقوله تعالى: ? والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ?، قال ابن عباس: ? والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ?، أي: يصدقون بما جئت به من الله، وما جاء به من قبلك من المرسلين، لا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاءوهم به من ربهم ? وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ?، أي: بالبعث والقيامة، والجنة والنار، والحساب والميزان. قال البغوي: قوله: ? وَبِالآخِرَةِ ?، أي: بالدار الآخرة. سميت الدنيا دنيا لدنوّها من الآخرة، وسميت الآخرة آخرة لتأخرها وكونها بعد الدنيا ? هُمْ يُوقِنُونَ ?، أي: يستيقنون أنها كائنة.
وقوله تعالى: ? أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ?. يقول الله تعالى: ? أُوْلَئِكَ ?، أي: المتصفون بالإِيمان وإقام الصلاة والإِنفاق مما أعطاهم الله ? عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ?، أي: على نور وبيان وبصيرة ? وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ?، أي: الناجون الفائزون، فازوا بالجنة ونجوا من النار.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[03 - 06 - 10, 04:36 م]ـ
06/ 06/2010
الأحد
الصفحة 3
والصفحة 4
http://dc263.4shared.com/img/305724271/6c3535c2/003.png?sizeM=7
http://dc233.4shared.com/img/305733562/49df52b5/t071.png?sizeM=7
يقول الله تعالى: إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين، سواء عليهم إنذارك وعدمه، فإنهم لا يؤمنون بما جئتهم به، كما قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ?. قال البغوي: (والكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار، وكفر جحود، وكفر عناد، وكفر نفاق).
¥