تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله تعالى: ? لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ ?، قال ابن عباس: يعني: غير عارفين بمعاني الكتاب. ? وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ ?، أي: ولا يدرون ما فيه. وقال مجاهد: ? وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ ?. قال: أناس من اليهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئًا، وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب الله.

قوله عز وجل: ? فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) ?.

قال الزجاج: ? وَيْلٌ ? كلمة تقولها العرب لكل واقع في هلكة. قال ابن كثير: هؤلاء صنف آخر من اليهود، وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على الله، وأكل أموال الناس بالباطل. قال ابن عباس: ? فَوَيْلٌ لَّهُم ?، يقول: فالعذاب عليهم من الذين كتبوا بأيديهم من ذلك الكتاب، ? وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ? يقول: مما يأكلون به أموال الناس.

قوله عز وجل: ? وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) ?.

يقول تعالى: ? وَقَالُواْ ?، أي: اليهود، ? لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَّعْدُودَةً ? قال ابن عباس: اليهود قالوا: لن تمسنا النار إلا أربعين ليلة، وهي مدة عبادتهم العجل. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله ? شاة فيها سم، فقال رسول الله ?: «اجمعوا إليَّ من كان من اليهود ها هنا»، فقال لهم رسول الله ?: «من أبوكم»؟ قالوا: فلان. قال: «كذبتم، بل أبوكم فلان» فقالوا صدقت وبررت. ثم قال لهم: «هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه»؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم رسول الله ?: «من أهل النار»؟ فقالوا: نكون فيها يسيرًا ثم تخلفونا فيها. فقال لهم رسول الله ?: «اخسئوا، والله لا نخلفكم فيها أبدًا». ثم قال لهم رسول الله ?: «هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه»؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم. قال: «هل جعلتم في هذه الشاة سمًا»؟ فقالوا: نعم؟ قال: «فما حملكم على ذلك»؟ فقالوا: أردنا إن كنت كاذبًا أن نستريح منك، وإن كنت نبيًا لم يضرك). رواه البخاري بنحو وغيره.

وقوله تعالى: ? قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً ?، أي: أن لا يعذبكم إلا هذه المدة، ? فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ ?؟ قال ابن مسعود: عهدًا بالتوحيد. ? أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ?، أي: بل تكذبون على الله وتفترون؟ ثم قال: ? بَلَى ?: إثبات لما ذكر من خلود النار. ? مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ?، أي: ليس الأمر كما تمنيتم، بل الأمر أنه: ? مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً ?، يعني: الشرك. ? وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ? مات ولم يتب، ? فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ?، وهذا المقام شبيه بقوله تعالى: ? لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً ?.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير