تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن هذا النبي الأميّ تنام عيناه ولا ينام قلبه»؟ قالوا: اللهم نعم!! قال: «اللهم اشهد». قالوا: أنت الآن، فحدثنا من وليك من الملائكة؟ فعندها نجامعك أو نفارقك؟؟ قال: «فإن ولي جبريل، ولم يبعث الله نبيًا قط إلا وهو وليه». قالوا: فعندها نفارقك، ولو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدّقناك. قال: «فما يمنعكم أن تصدقوه»؟ قالو: إنه عدونا. فأنزل الله عز وجل: ? قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ? إلى قوله: ? لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ? فعندها باءوا بغضب على غضب). رواه ابن جرير.

زاد ابن إسحاق: (قالوا: فأخبرنا عن الروح؟ قال: «فأنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنه جبريل، وهو الذي يأتيني»؟ قالوا: اللهم نعم، ولكنه عدو لنا، وهو ملك إنما يأتي بالشدة وسفك الدماء، فلولا ذلك اتبعناك. فأنزل الله تعالى فيهم: ? قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ ? إلى قوله: ? لاَ يَعْلَمُونَ ?.

وقوله تعالى: ? وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ * أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ?. يقول تعالى: ولقد أنزلنا إليك يا محمد آيات بينات واضحات، وما يكفر بها إلا الفاسقون الخارجون عن أمر الله، ? أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ?.

قال البغوي: أو كلما واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام. وقال ابن عباس: قال ابن صوريا لرسول الله ?: يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل الله عليك من آية بينة فنتبعك، فأنزل الله في ذلك من قوله: ? وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ ?، وقال أيضًا: (قال مالك بن الصيف حين بعث رسول الله ? وذكر لهم ما أخذ الله عليهم من الميثاق، وما عهد إليهم في محمد ?: والله ما عهد إلينا في محمد، وما أخذ علينًا ميثاقًا. فأنزل الله تعالى: ? أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ?.

وقال الحسن البصري في قوله: ? بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ? قال: نعم ليس في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه، ونبذوه. يعاهدون اليوم وينقضون غدًا. وقال السدي: لا يؤمنون بما جاء به محمد ?.

وقوله تعالى: ? وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ? يقول تعالى: ? وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ ?، يعني: محمدًا ?، ? مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ ? من التوراة، ? نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ? ما فيها من صفة محمد ?، كما قال تعالى في المؤمنين منهم: ? الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ?.

قال قتادة في قوله: ? كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ? قال: إن القوم كانوا يعلمون، لكنهم نبذوا علمهم وكتموه وجحدوا به. وقال الشعبي: كانوا يقرءون التوراة ولا يعملون بها، وقال سفيان بن عيينة: أدرجوها في الحرير، والديباج، وحلوها بالذهب والفضة، ولم يعملوا بها فلذلك نبذهم.

http://dc265.4shared.com/img/312099480/995824d/016.png?sizeM=7

http://dc229.4shared.com/img/312117904/d50ab058/t081.png?sizeM=7

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير