تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله تعالى: ? وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ ? قال ابن عباس: فإذا أتاهما الآتي يريد السحر نهياه أشد النهي، وقالا له: إنما نحن فتنة فلا تكفر، وذلك أنهما علما الخير والشر، والكفر والإيمان، فعرفا أن السحر من الكفر. قال: فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا، فإذا أتاه عاين الشيطان فعلمه فإذا تعلمه خرج منه النور.

وقوله تعالى: ? فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللّهِ ?. قال سفيان الثوري: معناه إلا بقضائه وقدرته ومشيئته. وقال الحسن: من شاء الله سلطهم عليه، ومن لم يشأ الله لم يسلط.

وقوله تعالى: ? وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ ?، أي: يضرهم في دينهم، وليس له نفع يوزاي ضرره.

وقوله تعالى: ? وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ?. قال ابن عباس: من نصيب. وقال قتادة: ولقد علم أهل الكتاب فيما عهد الله إليهم: أن الساحر لا خلاق له في الآخرة.

وقوله تعالى: ? وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ?، قال ابن كثير: يقول تعالى: ولبئس البديل ما استبدلوا به من السحر عوضًا عن الإيمان ومتابعة الرسول، لو كان لهم علم بما وعظوا به ? وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ ?، أي: ولو أنهم آمنوا بالله ورسله واتقوا المحارم لكانت مثوبة الله على ذلك خيرًا لهم مما اختاروا لأنفسهم، ورضوا به، كما قال تعالى: ? وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ?، وروي أن الوليد بن عقبة كان عنده ساحر يلعب بين يديه، فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به فيرد إليه رأسه، فقال الناس سبحان الله يحي الموتى. ورآه رجل من صالحي المهاجرين، فلما كان الغد جاء مشتملاً على سيفه وذهب يلعب لعبه ذلك، فاخترط الرجل سيفه فضرب عنق الساحر، فقال: إن كان صادقًا فليحيي نفسه، وتلا قوله تعالى: ? أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ?، فغضب الوليد إذ لم يستأذنه في ذلك، فسجنه ثم أطلقه. وروى البزار عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (من أتى كاهنًا أو ساحرًا فصدق بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ?).

قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) ?.

خاطب الله تعالى المؤمنين في ثمانية وثمانين موضعًا من القرآن، وهذا نهي من الله تعالى للمؤمنين أن يتشبهوا باليهود في قولهم: ? رَاعِنَا ? وذلك أن المسلمين كانوا يقولون: راعنا يا رسول الله، من المراعاة، أي: أرعنا سمعك، وكانت هذه اللفظة من الرعونة بلغة اليهود، يسبون بها النبي ?، كما قال تعالى: ? مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً ? وفي الحديث: «من تشبه بقوم فهو منهم».

وقوله تعالى: ? وَاسْمَعُوا ?، أي: ما تؤمرون به، وأطيعوا ? وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?.

قوله عز وجل: ? مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) ?.

يبين تعالى عداوة الكافرين وحسدهم للمؤمنين؛ ليقطع المودة بينه وبينهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير