تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول تعالى: ? وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم ? يا معشر المؤمنين، ? مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً ?، أي: يحسدونكم حسدًا، ? مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم ?، أي: من تلقاء أنفسهم، ? مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ? في التوراة، أن قول محمد صدق، ودينه حق، ? فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ ?، اتركوا وتجازوا، ? حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ ?، بعذابه، أي: القتل والسبي لبني قريظة، والجلاء والنفي لبني النضير. قال ابن عباس: ? إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?، فإن شاء هداهم، وإن شاء انتقم منهم.

وقوله تعالى: ? وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ? يحث تعالى عباده المؤمنين على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ويرغبهم في الأعمال الصالحة، ويخبرهم أنها مدخرة لهم عند ربهم، كما قال تعالى: ? وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ? وقال تعالى: ? فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ?.

قوله عز وجل: ? وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (112) ?.

يقول تعالى: ? وَقَالُواْ ?، أي: أهل الكتاب من اليهود والنصارى ? لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى ? ادعت كل طائفة أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتها، ? تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ? قال أبو العالية: أماني تمنوها على الله بغير حق، وهذا المقام كقوله تعالى: ? لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ?. وقوله: ? وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ?.

قال تعالى: قل يا محمد: ? هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ ?: حجتكم ? إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ? فيما تدعون، ثم قال ردًا عليهم: ? بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ ? أي: ليس كما قالوا، بل الحكم للإسلام، وإنما يدخل الجنة من أسلم وجهه لله، أي: أخلص دينه لله، ? وَهُوَ مُحْسِنٌ ? في عمله، ? فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ? قال سعيد بن جبير: فلا خوف عليهم، يعني: في الآخرة، ولا هم يحزنون، يعني: لا يحزنون للموت.

http://dc242.4shared.com/img/312097596/18f00b3d/018.png?sizeM=7

http://dc243.4shared.com/img/312117922/e5f77ef/t083.png?sizeM=7

قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله ? أتتهم أحبار يهود، فتنازعوا عند رسول الله ?، فقال رافع بن حرملة: ما أنتم على شيء. وكفر بعيسى وبالإنجيل. وقال رجل من أهل نجران من النصارى لليهود: ما أنتم على شيء. وجحد بنبوة موسى وكفر بالتوراة، فأنزل الله في ذلك من قولهما: ? وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ? قال: إن كلا يتلوا في كتابه تصديق من كفر به، أن يكفر اليهود بعيسى؛ وعندهم التوراة فيها ما أخذ الله عليهم على لسان موسى بالتصديق بعيسى، وفي الإنجيل ما جاء به عيسى بتصديق موسى، وما جاء من التوراة من عند الله، وكل يكفر بما في يد صاحبه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير