أما الإمام أحمد رضى الله عنه فقد روى أكثر من رواية في مسألة الرجم، وآية الرجم .. فقد روى عن هشيم بن بشير رواية الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس عن عمر ولا يوجد فيها جملة (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة .... ) وقد عرفنا أن كل روايات أصحاب الزهري عن الزهري ليس فيها هذه الجملة.
وروى عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك رضي الله عنهم عن الزهري رواية ابن عباس عن عمر وليس فيها الشيخ والشيخة، وهذه أسانيد صحيحة على شرط الشيخين (كما ذكر شعيب الأرناؤوط في تعليقه على المسند).
وروى أحمد أيضاً عن هشيم من غير طريق الزهري .. رواها عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر وأيضاً ليس فيها الشيخ والشيخة، وإسناده ضعيف (شعيب الأرناؤوط).
وروى عن معمر عن الزهري ..
وكذلك لا ذكر للشيخ والشيخة فيها، وإسناده صحيح على شرط الشيخين (شعيب الأرناؤوط).
وروى عن غير الزهري عن ابن عباس (شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس ... حديث خطبة عمر) وليس فيه الشيخ والشيخة. وإسناده صحيح على شرط الشيخين (الأرناؤوط)
وروى رواية عن عائشة عن آية الرجم ليس فيها ذكر للشيخ والشيخة.
وروى رواية عن عَليِّ رضى الله عنه وإقامته الحد على المرأة (شراحة) التي زنت وأن الرجم سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم وآية الرجم (وهو حديث ضعيف .. ضعفه الشيخ/ الأرناؤوط) .. ولم يُذكر في الرواية (الشيخ والشيخة)
وروى القصة نفسها (رجم عليِّ رضي الله عنه لشراحة) من طريق آخر وليس فيه الشيخ والشيخة أيضاً، قال فيه الأرنؤوط: صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير مجالد بن سعيد فمن رجال مسلم
وروى عن سعيد بن المسيب خطبة عمر رضي الله عنه وآية الرجم ولم يأت فيها (الشيخ والشيخة .. )
وقد رواها من طريقين إلى يحي بن سعيد الأنصاري، من طريق يزيد بن هارون، ويحي القطان، وكلاهما حديث صحيح على شرط الشيخين (شعيب الأرناؤوط)
فكل روايات الإمام أحمد رضي الله عنه لا يوجد فيها ذكرٌ لـ (الشيخ والشيخة .. )
إلا هذه الرواية، روايةكثير بن الصلت التي ذكرت قبل.
ما معنى ذلك؟
معنى ذلك أنه لا توجد "الشيخ والشيخة .. " في كل روايات الإمام أحمد التي جاء فيها ذكر آية الرجم إلا رواية واحدة وفيها كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لكتابتها.
وماذا نرى في ذلك؟
نرى أن هذه الرواية التي رواها الإمام أحمد رضي الله عنه دليل أن جملة "الشيخ والشيخة إذا زنيا .. " ليست قرءاناً، ولم تكن قرءاناً ...
فالإمام وقد ساق لنا كل هذه الروايات (صحيحها وسقيمها) وليس فيها "الشيخ والشيخة .. " كأنه أراد بذلك أن يسوق لنا الدليل أنه لا وجود لها في الأحاديث التي صحت عنده والتي لم تصح.
والحديث الوحيد الذي أورده .. وفيه هذه الجملة .. هو في نفسه دليل أنها لم تكن مكتوبة في القرءان، ولم يأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بكتابتها.
إذن ..
فماذا تكون "الشيخ والشيخة"؟
تكون كما ذكره الإمام أبو جعفر النحاس ونقلناه عنه:
(ليس حكمُه حكمَ القرآن الذي نقله الجماعة عن الجماعة ولكنه سنة ثابتة ..
وقد يقول الإنسانُ كنتُ أقرأ كذا لغير القرآن، والدليل على هذا أنه قال "ولولا أني أكره أن يقال زاد عمر في القرآن لزدتها") أ. هـ.
أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس أبو جعفر: (الناسخ والمنسوخ) الجزء الأول
ونرى أن فعل الإمام أحمد ورواياته يؤيد ما ذهب إليه النحاس ...
والله تعالى أعلم.
ونتابع إن شاء الله تعالى.
*
ـ[عمر فولي]ــــــــ[21 - 02 - 07, 11:05 م]ـ
السلام عليكم
قولكم: " نرى أن هذه الرواية التي رواها الإمام أحمد رضي الله عنه دليل أن جملة "الشيخ والشيخة إذا زنيا .. " ليست قرءاناً، ولم تكن قرءاناً ... .. ))
هذا الكلام مخالف لما عليه الأئمة من أن أقل ما فيها أنها آية ثم نسخت:
قال صاحب تنوير الحوالك: وفسر النبي صلى الله عليه وسلم السبيل بالرجم في حق المحصن في حديث عبادة بن الصامت عند مسلم وقيل هو إشارة إلى آية الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما وهو مما نسخ تلاوته وبقي حكمه فرد أي مردود ... )) ا. هـ 1/ 602
¥