تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن كثير: وأما الأكثرون فحملوا ذلك على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله، كما قال تعالى: ? إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ?.

وقال ابن جرير: هي عامة في كل من باع نفسه في طاعة الله، وإن كان نزولها بسبب من الأسباب، هذا معنى كلامه.

قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208) فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) ?.

قال ابن عباس وغيره: ? ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ ? يعني: الإسلام. ? كَآفَّةً ? جميعًا.

وقال مجاهد: أي: اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر، ? وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ? فيما يأمركم به، ? إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ?.

وقوله تعالى: ?فَإِن زَلَلْتُمْ ?، أي: ضللتم ? مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ ? أي: الدلالات الواضحات ? فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? قال قتادة: عزيز في نقمته، حكيم في أمره.

قوله عز وجل: ? هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ (210) ?.

يقول تعالى مهددًا للكافرين: ? هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ ? يوم القيامة ? فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ ? لفصل القضاء والملائكة، كما قال تعالى: ? هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ?، وقال تعالى: ? كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ?. وفي حديث الصور: «وينزل الجبار عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة، ولهم زجل من تسبيحهم يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبوح قدوس، سبحان ربنا الأعلى، سبحان ذي السلطان والعظمة، سبحانه سبحانه أبدًا أبدًا». رواه ابن جرير.

قال سفيان بن عيينة: كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره: قراءته والسكوت عليه، ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله.

وقوله تعالى: ?وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ ?، أي: فصل الله القضاء بين الخلق، وجزي كلٌ بعمله، ودخل كلٌ منزله: فريق في الجنة وفريق في السعير، كما قال تعالى: ? وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ?.

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[20 - 06 - 10, 08:51 م]ـ

الإثنين.


> 21/ 06/2010.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير