تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله تعالى: ?وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ?، قال ابن جرير: يعني بذلك عز ذكره: والإثم بشرب هذه، والقمار بهذا، أَعظم وأكبر مضرة عليهم من النفع الذي يتناولون بهما؛ وإنما كان ذلك كذلك لأنهم كانوا إذا سكروا وثب بعضهم على بعض، وقاتل بعضهم بعضًا، وإذا ياسروا وقع بينهم فيه بسببه الشر، فأداهم ذلك إلى ما يأثمون به، ونزلت هذه الآية في الخمر قبل أن يصرح بتحريمها). انتهى.

وروى الإمام أحمد وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما نزلت تحريم الخمر قال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزلت هذه الآية التي في البقرة: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ? فدعي عمر، فقرئت عليه فقال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزلت الآية التي في النساء: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى ?، فكان منادي رسول الله r إذا أقام الصلاة نادى: أن لا يقربن الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ ? فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ?، قال عمر: انتهينا انتهينا، وزاد ابن أبي حاتم: (أنها تذهب المال وتذهب العقل).

قوله عز وجل: ? وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ?.

قال ابن عباس وغيره: العفو ما يفضل عن أهلك، وفي الحديث الصحيح: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول»، وقوله تعالى: ? كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ?، أي: كما فصل لكم هذه الأحكام وبينها، كذلك يبين لكم سائر الآيات في أحكامه ووعده ووعيده. ? لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ?، أي: في زوال الدنيا وبقاء الآخرة فتعملوا لها.

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[20 - 06 - 10, 09:00 م]ـ

الثلاثاء.


> 22/ 06/2010.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير