تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي كتاب الحدود أيضاً .. قال البخاري: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ: قَالَ عُمَرُ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَطُولَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ حَتَّى يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجِدُ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ. أَلَا وَإِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى وَقَدْ أَحْصَنَ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوِ الِاعْتِرَافُ قَالَ سُفْيَانُ كَذَا حَفِظْتُ أَلَا وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ.

رواه كذلك في كتاب "الاعتصام بالكتاب والسنة" عن معمر عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس.

ورواه أيضاً مسلم وأبو داود والترمذي والدارمي وابن ماجه ومالك وغيرهم.

وبداية نقول:

أن البخاري رحمه الله لم يرو شيئاً فيه (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة جزاء بما كسبا .. ) إلى آخره.

فجملة "الشيخ والشيخة إذا زنيا ..... " هذه المنتشرة بيننا أنها كانت قرءاناً نسخ تلاوته، لا توجد عند البخاري

ولا مسلم

ولا الترمذي

ولا أبي داود

رحمهم الله جميعاً!

فهي لم ترو في أي كتاب من الكتب الخمسة.

فروايات البخاري كلها التي ذكرها في كتاب "الأحكام" أو كتاب "الحدود" أو كتاب "الاعتصام" من صحيحه لم يذكر في واحدة منها أن آية الرجم هي الشيخ والشيخة.

ومسلم روى في صحيحه حديث عمر في "آية الرجم" (كتاب الحدود) عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب وليس فيه "الشيخ والشيخة".

وروى الترمذي عن معمر عن ابن شهاب حديث عمر في آية الرجم (كتاب الحدود) وليس فيه "الشيخ والشيخة".

وروى أبو داود كذلك من طريق هشيم عن ابن شهاب حديث عمر في (آية الرجم) (كتاب الحدود) وليس فيه الشيخ والشيخة!

والنسائي ترك كل أحاديث الشيخ والشيخة فلم يرو منها شيئاً في مجتباه (سننه الصغرى).

فهذه الأصول الخمسة من كتب السنة ... ليس في رواية واحدة منها أن آية الرجم التي أنزلت هي (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ..... )

وبتعبير آخر نقول:

لا يوجد لآية الرجم نَصٌّ عند البخاري!

ولا يوجد لآية الرجم نَصٌّ عند مسلم!

ولا يوجد لآية الرجم نَصٌّ عند الترمذي!

ولا يوجد لآية الرجم نَصٌّ عند أبي داود!

ولا يوجد لآية الرجم نَصٌّ عند النسائي!

فلا يوجد إذن نَصٌّ واحد في أيٍّ من الكتب الخمسة لآية الرجم!

وليست (الشيخ والشيخ .. ) هي نَص آية الرجم عند هؤلاء الأئمة.

فهل يمكن أن يكون قرءانٌ أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وأوحي به إليه، وحفظه المسلمون وعملوا به، في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده، ولا تُعرف له رواية واحدة يطمئن لها أئمة الرواية والحديث أو نصٌ صحيح ليرووه في كتاب واحد من الكتب الخمسة؟

أليس هذا أمراً جديراً بالنظر والاعتبار؟!

أليس هذا أمراً حقيق أن يستوقف المسلم وهو يقرأ في أمر القرءان وتنزيله؟!

أن تخلو هذه الكتب جميعها .. البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي .. وهي ما عرف عند علماء الحديث بالكتب الخمسة، أو الأصول الخمسة ... أن تخلو من (الشيخ والشيخة إذا زنيا ... ) وهي أسرع آية على الألسن إذا تكلمت في نسخ التلاوة .. وأسرع ما ينسب إلى كتاب الله أنها كانت من آيته .. ثم لم تعد منه؟!

أهكذا يكون التواتر؟

أهذا ما تعلمناه في علم الحديث؟!

قرءان كان يتلى ... تلاه المسلمون، ثم نسخ من بينهم .. وأمات الكتب الخمسة لا تأتيها رواية واحدة تصلح لئن تكتب فيها؟

فأين التواتر إذن الذي تميز به القرءان؟

وأين الصحابة الحفاظ؟

وأين الأمة المسلمة التي تتلو آيات الله طرفي النهار وزلفاً من الليل؟

وأين كتبة الوحي .. وصحفهم .. ماذا فعلوا في المكتوب فيها لَمَّا نسخت تلاوتها، ورفعت قراءتها؟

ماذا فعلوا في اللخاف "وهي صفائح الحجارة" أو الأكتاف التي كتبوا فيها .. هل كُسِّرت؟

وماذا فعلوا في العُسُب وأوراق الشجر، هل مزقت؟

ما وجدنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بنسخ تلاوتها، ولا نسخها من الصحف، ولا دعا كتبة الوحي فأمرهم أن يمحوها.

ولا جاءت رواية واحدة فيها أنه صلى الله عليه وسلم أحضر الذين كتبوها فقال اعزلوا آية كذا من مكان كذا.

قرءان كان الصحابة يتلونه، ويصلون به، ويحكمون به، وينسخ بعد ذلك ولا نعرف كيف نسخ، وماذا كان بين الناس لما نسخ؟!

ولا خرج كتبة الوحي أو المسلمون يطوفون ينهون الناس عن قراءتها، وهم الذين طافوا المدينة يوم حرمت الخمر، فأهرقها الناس حتى جرت في سكك المدينة كما في الحديث!

ولا جاء أن فلاناً وجد آخر يقرأ بآية الرجم في الصلاة فزجره ونهاه، أو قال أما علمت أن رسول الله قد نسخها، أو أنه نهى عن تلاوتها، كما جاء في قصة عمر وهشام بن حكيم وقد سمعه يقرأ بحرف غير حرفه.

ولو كانت آية الرجم من القرءان ونسخت .. لن تكون المشكلة عند عمر رضي الله عنه إضافتها إلى القرءان، وخشيته لو أضافاها لقالوا زاد عمر ..

ولكن ستكون المشكلة كيف أخرجها المسلمون من القرءان لو كانت حقاً كانت آية منه، وكتبها المسلمون في القرءان ثم نسخت منه!!

لقد جاءت الأحاديث بوجود مشكلة أثارت الصحابة وهي أن الأجيال القادمة ربما أنكرت الرجم لأنها لن تجده في القرءان ... (قد خشيتُ أَنْ يطولَ بالناسِ زمانٌ، حَتَّى يقولَ القائلُ: مَا نَجِدُ الرَّجْمَ في كتابِ الله عَزَّ وَجَلَّ) .... حتى قال أنه هم بكتابتها على حاشيته، أو خاتمته، لكن لم تأتينا أحاديث بأن مشكلة كانت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعد مماته كيف يخرجون من القرآن آية الرجم.

.......

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير