تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعن مجاهد: ولولا دفاع الله بالبر عن الفاجر، وببقية أخلاق الناس بعضهم عن بعض؛ لهلك أهلها. وقال علي رضي الله عنه: لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم. وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ?: «إن الله ليدفع بالمؤمن الصالح عن مائة بيت من جيرانه البلاء»، ثم قرأ ابن عمر: ? وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ?.

وأكثر كلام المفسرين على أن الآية في الجهاد، ولديّ أنها عامة فيه وفي غيره، وأسند للشيخ عبد الرحمن أنها عامة، وهذا نص كلامه، قال: (ومن ذلك ما ذكرت في آية البقرة: ? وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ?، وأن كلام المفسرين يدور على الجهاد فقط، وظنكم أنها عامة، فهو كما ظننتم؛ لأن العبرة بعموم اللفظ، وعموم المعنى لا بخصوص السبب، والجهاد جزء من أمور كثيرة يحصل فيها دفع الناس بعضهم ببعض. وإذا نزلتها على الواقع السابق واللاحق، ورأيت الأسباب المتعددة التي حصل بها عن العباد مدافعات كثيرة ووقيات من شرور بصدد أن تقع لولا تلك الأسباب، لا تضح لك أنها عامة، وأنها من أكبر نعم الله على عباده وتمام وقياته. وفي الحديث الصحيح: «إن الله ليؤيد هذا الرجل بالرجل الفاجر، وبأقوام لا خلاق لهم». عام في الجهاد وغيره، ونرجو الله تعالى أن يلطف بالمسلمين وأن يقيهم شر الشرور التي يترقبها الخلق كل ساعة، ويقدر من ألطافه ما يدفع به عن عباده المؤمنين، إنه جواد كريم). انتهى.

فالظاهر أن المراد بقوله تعالى في هذه الآية: ? وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ?، أنه عام في جميع الناس مسلمهم وكافرهم، وأن دفع الله شر بعضهم ببعض من نعمه السابقة على خلقه.

وقوله تعالى: ? وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ?، أي: بدفع بعضهم عن بعض.

وقوله تعالى: ? تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ?، يقول: تلك آيات الله التي اقتص فيها قصص من مضى، نتلوها عليك بالحق اليقين، وإنك يا محمد لمن المرسلين. وبالله التوفيق.

* * *

http://dc269.4shared.com/img/317308944/cb95c216/042.png?sizeM=7

قوله عز وجل: ? تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) ?.

قال مجاهد: في قول الله تعالى: ? تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ? قال: يقول: منهم من كلم الله ورفع بعضهم على بعض درجات. يقول: كلم الله موسى، وأرسل محمدًا إلى الناس كافّة.

قوله تعالى: ? وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ?، أي: وآتينا عيسى بن مريم الحجج، والأدلة على نبوته من إبراء الأكمه، والأبرص، وإحياء الموتى، وما أشبه ذلك مع الإنجيل.

وقوله تعالى: ? وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ?، يعني: وقويناه بروح الله، وهو: جبريل.

وقوله تعالى: ? وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ?، قال قتادة: من بعد موسى وعيسى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير