تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قوله عز وجل: ? أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) ?.

قال البغوي: قوله تعالى: ? أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ ?، وهذه الآية مسوقة على الآية الأولى. تقديره: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه؟ وهل رأيت كالذي مر على قرية؟ وقيل: تقديره: هل رأيت كالذي حاجّ إبراهيم في ربه؟ وهل رأيت كالذي مر على قرية؟

وقال ابن كثير: تقدم قوله تعالى: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ ? وهو في قوة، قوله: هل رأيت مثل الذي حاج إبراهيم في ربه. ولهذا عطف عليه بقوله: ? أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ?.

قال قتادة: ذكر لنا أنه عزير، وقال عكرمة: القرية: بيت المقدس مر بها عزير بعد إذ خربّها بختنصر. وقال ابن جريج: بلغنا أن عزيرًا خرج فوقف على بيت المقدس، وقد خربه بخنتصر، فوقف فقال: أبعد ما كان لك من القدس والمقالة والمال ما كان فحزن.

وقال السدي: ? وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ?، يقول: ساقطة على سقفها، وذلك أن عزيرًا مر جائيًا من الشام على حمار له، معه عصير وعنب وتين، فلما مر بالقرية فرآها وقف عليها، وقلّب يده وقال: كيف يحيي هذه الله بعد موتها؟ ليس تكذيبًا منه وشكًا، فأماته الله وأمات حماره، فهلكا ومر عليهما مائة سنة، ثم إن الله أحيا عزيرًا فقال له: كم لبثت؟ قال: لبثت يومًا أو بعض يوم. قيل له: بل لبثت مائة عام فانظر: إلى طعامك من التين والعنب، وشرابك من العصير لم يتسنه الآية. وقال قتادة: ذكر لنا أنه مات ضحى، ثم بعثه قبل غيبوبة الشمس، فقال: كم لبثت؟ قال: لبثت يومًا ثم التفت، فرأى بقية من الشمس، فقال: أو بعض يوم. فقال: بل لبثت مائة عام. وقال الضحاك في قوله: ? فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ? يقول: لم يتغير. وقد أتى عليه مائة عام.

وقوله تعالى: ? وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ?. قال البغوي: أي: نرفعها من الأرض، ونردها إلى مكانها ونركب بعضها على بعض. وقال السدي وغيره: تفرقت عظام حماره حوله يمينًا وشمالاً فنظر إليها وهي تلوح من بياضها، فبعث الله ريحًا فجمعتهما من كل موضع من تلك المحلة، ثم ركب كل عظم في موضعه حتى صار حمارًا قائمًا من عظام لا لحم عليها، ثم كساها الله لحمًا وعصبًا وعروقًا وجلدًا، وبعث الله ملكًا فنفخ في منخاري الحمار، فنهق بإذن الله عز وجل. وذلك كله بمرأى من العزير، فعند ذلك لما تبين له هذا كله قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير. وقال الضحاك وغيره: إنه عاد إلى قريته شابًا وأولاده، وأولاد أولاده شيوخ وعجائز، وهو أسود الرأس واللحية.

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:10 م]ـ

الأحد.


> 27/ 06/2010.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير