تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح). رواه الترمذي. يعني: إذا جاء نصر الله والفتح. روى الحاكم عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم. فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلّوه، وما وجدتم من حرام فحرّموه).

قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) ?.

عن ابن عباس: قوله: ? أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ?، يعني: بالعهود. وعن مجاهد: ? أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ? ما عقد الله على العباد مما أحل لهم، وحرّم عليهم. وقال عبد الله بن عبيدة: العقود خمس: عقدة الإِيمان، وعقدة النكاح، وعقدة العهد، وعقدة البيع، وعقدة الحلف.

وقوله تعالى: ? أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ ?، قال الحسن: من الإبل، والبقر، والغنم. وعن ابن عباس: أن بقرة نُحرت فوُجد في بطنها جنين، فأخذ ابن عباس بذنب الجنين فقال: هذا من بهيمة الأنعام التي أحلّت لكم.

وقوله تعالى: ? إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ?، قال قتادة: إلا الميتة، وما لم يذكر اسم الله عليه. وعن ابن عباس: ? أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ?، هي: الميتة، والدم، ولحم الخنزير ما أهل لغير الله به. وقال مجاهد: إلا الميتة وما ذكر معها.

وقوله تعالى: ? غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ?.

قال البغوي: معنى الآية: أحلّت لكم بهيمة الأنعام كلّها إلا ما كان منها وحشيًّا، فإنه صيد لا يحل لكم في حال الإِحرام.

وقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ ?، قال ابن عباس: كان المشركون يحجّون البيت الحرام، ويهدون الهدايا، ويعظّمون حرمة المشاعر، ويتّجرون في حجهم، فأراد المسلمون أن يُغيروا عليهم، فقال الله عز وجل: ? لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ ? وسئل عطاء عن شعائر الله فقال: حرمات الله: اجتناب سخط الله وإتباع طاعته، فذلك شعائر الله. وقال ابن عباس: مناسك الحج.

وقوله تعالى: ? وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ ?، قال ابن عباس: يعني: لا تستحلوا قتالاً فيه. قال قتادة: كان الشرك يومئذٍ لا يصد عن البيت، فأمروا أن لا يقاتلوا في الشهر الحرام، ولا عند البيت.

وقوله تعالى: ? وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ ?، أي: لا تتعرضوا للهدايا المقلّدات وغير المقلّدات. وقال قتادة: كان الرجل في الجاهلية إذا خرج من بيته يريد الحج، يقلّد من الشعر فلم يعرض له أحد، فإذا رجع يقلّد قلادة فلم يعرض له أحد.

وقوله تعالى: ? وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً ?، قال ابن جريج: ينهى عن الحجاج أن تقطع سبلهم. وقال ابن عباس: نهى الله المؤمنين أن يمنعوا أحدًا أن يحج البيت، أو يعرضوا له من مؤمن وكافر، ثم أنزل الله بعد هذا: ? إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ?.

وقوله تعالى: ? وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ ?، قال مجاهد: هي رخصة.

وقوله تعالى: ? وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ ?، قال قتادة: أي: لا يحملنكم بغض قوم أن تعتدوا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير