ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[10 - 03 - 07, 06:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في المشاركة 17
ثم ..
تأتي وقفتان مع الروايتين اللتين رويتا في شأن آية الرجم:
أولهما: هذه الرواية التي رويت في مسند الإمام أحمد رحمه الله.
وثانيهما: التي رويت في موطأ الإمام مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب.
أما الإمام أحمد رضى الله عنه فقد روى ....... إلى آخره.
...........
أما الإمام مالك فقد روى حديث آية الرجم من طريقين:
الأولى: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ حديث عمر في آية الرجم ولا ذكر فيها للشيخ والشيخة ...
وهذه الرواية جاء بها الإمام وليس فيها "الشيخ والشيخة" وافق فيها الإمام أصحابه من تلاميذ ابن شهاب الزهري.
الرواية الثانية: روى فيها الإمام عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عن عمر بن الْخَطَّابِ إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَتَبْتُهَا الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَاهَا.
وهذه الرواية الثانية جاء فيها (الشيخ والشيخة فارجموهما .... ) ...
وفي التعليق على هذه الرواية يقال:
أولاً:
سماع سعيد بن المسيب لعمر رضي الله عنه مختلف فيه، (فأنكر صحة سماعه منه الجمهور كيحيى بن سعيد الأنصارى ويحيى بن معين وأبى حاتم الرازى وأثبت سماعه منه أحمد بن حنبل)
التقييد والإيضاح جزء 1 - صفحة 320
وقال ابن الصلاح:
(وقد قال بعضهم لا تصح له رواية عن أحد من العشرة إلا سعد بن أبى وقاص)
قال الحافظ العراقي:
قلت هكذا أبهم المصنف قائل ذلك والظاهر أنه أخذ ذلك من قول قتادة الذى رواه مسلم فى مقدمة صحيحه من رواية همام قال دخل أبو داود الأعمى على قتادة فلما قام قالواإن هذا يزعم أنه لقى ثمانية عشر بدريا.
فقال قتادة: هذا كان سائلا قبل الجارف لا يعرض فى شئ من هذا ولا يتكلم فيه، فوالله ما حدثنا الحسن عن بدرى مشافهة ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدرى مشافهة إلا عن سعد بن مالك)
انتهى
التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح ... للحافظ زين الدين العراقي
وأيضاً: تدريب الراوي الجزء الثاني.
فرواية سعيد بن المسيب رحمه الله عن عمر فيها انقطاع عند جمهور أئمة الحديث ..
من هؤلاء الأئمة أصحاب سعيد بن المسيب نفسه (يحيى بن سعيد الأنصاري، وقتادة بن دعامة السدوسي)
ثانياً:
أن الإمام أحمد روى الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه من طريقين أخريين فلم يُذْكَر فيهما (الشيخ والشيخة إذا زنيا ... )
فقد روى رحمه الله قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى (هو ابن سعيد القطان) عَنْ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ وَقَدْ رَجَمْنَا.
فهذه الرواية عن يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب (نفس رواية مالك) عن عمر في آية الرجم، وليس فيها الشيخ والشيخة.
وروى أيضاً قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ (هو يزيد بن هارون) قال: أَنْبَأَنَا يَحْيَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ وَأَنْ يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ.
وهذه الرواية أيضاً عن يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب في حديث عمر، وآية الرجم وليس فيها أيضاً الشيخ والشيخة.
فهاتان روايتان من طريق إمامين كبيرين من أئمة الحديث من شيوخ الإمام أحمد هما:
يحيى بن سعيد القطان
ويزيد بن هارون.
روى الإمام أحمد روايتهما عن سعيد بن المسيب وليس فيها (الشيخ والشيخة ... )
ولم يرو حديث سعيد عن طريق مالك ..
وقدم على رواية مالك رواية يحيى بن سعيد القطان، ورواية يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب.
ورواية الإمامين يحيى القطان، ويزيد بن هارون لحديث سعيد بن المسيب عن عمر والتي لا ذكر فيها للشيخ والشيخة موافقة لسائر الروايات التي رواها الأئمة عن ابن شهاب الزهري ... عن عمر.
بينما خالفت رواية مالك رحمه الله رواية الإمامين (يحيى القطان، ويزيد بن هارون) عن يحيى الأنصاري، خالفت أيضاً رواية الأئمة عن ابن شهاب.
بل خالفت رواية مالك نفسه، وهو أحد أصحاب ابن شهاب الزهري الذين رووا عنه الرواية.
نتانا نتنت تان
ولما روى أحمد رحمه الله عن مالك لم يرو له رواية سعيد بن المسيب عن عمر (على رغم أنه من القائلين
بصحة سماع سعيد بن المسيب لعمر رضي الله عنه .... )
كان يمكنه روايتها لأنها عنده متصلة لا انقطاع فيها.
وإنما روى لمالك روايته عن ابن شهاب والتي نعلم أنه لا وجود لهذه الجملة فيها، رواها من طريقين الأولى عن إسحاق بن عيسى الطباع قال حدثنا مالك بن أنس قال حدثني ابن شهاب .....
والثانية عن عبد الرحمن قال حدثنا مالك عن الزهري ...
فانظر ماذا فعل الإمام .. ترك رواية مالك التي فيها عن سعيد عن عمر وفيها "الشيخ والشيخة"
وروى رواية مالك عن ابن شهاب ..
وروى رواية سعيد بن المسيب عن إمامين آخرين غير مالك.
وهذا يدلك على حال "الشيخ والشيخة ... " عند الإمام.
فهذا من علم الإمام وفقه رضوان الله عليه، وعليهم جميعاً ...
...
¥