تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله تعالى: ? وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ?، قال قتادة: يقول: آمنوا بما أنزل الله، واتقوا ما حرم الله.

وقوله تعالى: ? وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ?، قال ابن عباس: ? لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ ?، يعني: لأرسل السماء عليهم مدرارًا، ? وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ? تخرج الأرض بركتها.

وقوله تعالى: ? مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ ? عن قتادة: قال الله فيهم: ? أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ?، يقول: على كتابه وأمره؛ ثم ذم أكثر القوم فقال: ? وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ ?. وقال الربيع: إلا مدة المقتصدة الذين لا هم قصّروا في الدين، ولا هم غلوا. والله أعلم

قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) ?.

قال قتادة: أخبر الله نبيه ? أنه سيكفيه الناس، ويعصمه منهم، وأمره بالبلاغ. وعن ابن عباس: قوله: ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ?، يعني: إن كتمت آية مما أنزل إليك من ربك لم تبلّغ رسالتي. وعن سعيد بن جبير: لما نزلت: ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ?، قال رسول الله ?: «لا تحرسوني إن ربي قد عصمني».

قوله عز وجل: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69) ?.

عن ابن عباس قال: جاء رسول الله ? رافع بن حارثة وسلام بن مشكم، ومالك بن الصيف، ورافع بن حرملة فقالوا: يا محمد تزعم إنك على ملة إبراهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا من التوراة، وتشهد إنها من عند الله حق؟ فقال رسول الله ? بلى، ولكنكم أحدثتم، وجحدتم ما فيها مما أخذ عليكم من الميثاق، وكتمتم منها ما أمرتم أن تبيّنوه للناس، وأنا برئ من إحداثكم. قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا فإنا على الحق والهدى، ولا نؤمن بك ولا نتبعك. فأنزل الله: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ? إلى: ? فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ?. وقال ابن زيد: فقد صرنا من أهل الكتاب: التوراة لليهود، والإنجيل للنصارى. وما أنزل إليكم من ربكم ما أنزل إليك من ربك، أي: ? لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ ? حتى تعملوا بما فيه، وعن السدي قوله: ? فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ?، يقول: لا تحزن.

قوله عز وجل: ? لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (70) وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71) ?.

عن قتادة: قوله: ? وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ ? الآية، يقول: حب القوم أن لا يكون بلاء. ? فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ? كلما عرض بلاء ابتلوا به هلكوا فيه.

وقال البغوي: قوله تعالى: ? لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ? في التوحيد والنبوة، ? وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ ? عيسى ومحمد صلوات الله عليهما ? وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ ? يحيى وزكريا، ? وَحَسِبُواْ ? ظنوا: ? أَن لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ?، أي عذاب وقتل. وقيل: ابتلاء واختبار؛ أي: ظنوا أن لا يبتلوا، ولا يعذبهم الله، ? فَعَمُواْ ? عن الحق فلم يبصره، ? وَصَمُّواْ ? عنه فلم يسمعوه، يعني: عموا وصموا بعد موسى صلوات الله وسلامه عليه ? ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ? ببعث عيسى عليه السلام، ? ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ ? بالكفر بمحمد ?، ? وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ?.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير