: ألقى الله سفينة نوح على الجوديّ حتى أدركها أوائل هذه الأمة. وقال البغوي: ? وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً ?، يعني: الفعلة التي فعلنا. قال ابن كثير: والظاهر أن المراد من ذلك جنس السفن، كقوله تعالى: ? وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ? وقال تعالى: ? إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ?.
وقوله تعالى: ? فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ?، قال البغوي: أي: متذكّر متّعظ خائف مثل عقوبتهم، ? فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ?، أي: إنذاري. وقال ابن كثير: أي: كيف كان عذابي لمن كفر بي وكذّب رسلي، ولم يتّعظ بما جاءت به نذري وكيف انتصرت لهم وأخذت لهم بالثأر، ? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ?، أي: سهّلنا لفظه ويسّرنا معناه لمن أراده ليتذكّر الناس، كما قال: ? كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ?. ? فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ? أي: فهل من متذكّر بهذا القرآن الذي قد يسّر الله حفظه ومعناه؟ وعن ابن عباس: لولا أن الله يسّره على لسان الآدميين، ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلّم بكلام الله عز وجل. وعن قطر الورّاق في قوله: ? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ?، قال: هل من طالب علم فيُعانُ عليه؟ قال الحافظ ابن حجر: وقد تكرّر في هذه السورة قوله: ? فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ? بحسب تكرّر القصص من أخبار الأمم، استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا.
529 A.mp3 (http://www.4shared.com/audio/_4JJU7B3/529A.html)
http://dc239.4shared.com/img/298849360/e674af22/529A.png (http://www.4shared.com/photo/YnS8alYR/529A.html)
529B.mp3 (http://www.4shared.com/audio/t1idkXto/529B.html)
http://dc193.4shared.com/img/298850969/d257f46a/529B.png (http://www.4shared.com/photo/d4GofOg9/529B.html)
قال ابن زيد في قوله: ? رِيحاً صَرْصَراً ? قال: الصرصر: الشديدة. وقال قتادة: الصرصر: الباردة. قال ابن جرير: وهي الشديدة العصوف في بَرْدِ التي لصوْتِها صرير. وعن قتادة: ? فِي يَوْمِ نَحْسٍ ? قال: النحس الشؤم ? مُّسْتَمِرٍّ ? يستمرّ بهم إلى نار جهنم. وعن مجاهد في قوله: ? تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ? قال: سقطت رؤوسهم كأمثال الأخبية، وتفرّدت عن أعناقهم.
قال البغوي: ? كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ?، بالإنذار الذي جاءهم به صالح ? فَقَالُوا أَبَشَراً ? آدميًا، ? مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ ?، ونحن جماعة كثيرة ? إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ ?، مبين، ضلال: خطأ وذهاب عن الصواب ? وَسُعُرٍ ?، قال ابن عباس: عذاب. وقال الفراء: جنون. ? أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ? بطلاً متكبّر ? سَيَعْلَمُونَ غَداً ?، حين ينزل بهم العذاب، ? مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ * إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ ?، أي: باعثوها ومخرجوها من الهضبة التي سألوا أن يخرجها منها، ? فِتْنَةً لَّهُمْ ?، محنة واختبارًا، ? فَارْتَقِبْهُمْ ?، فانتظر ما هم صانعون، ? وَاصْطَبِرْ * وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ?، وبين الناقة،
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[28 - 05 - 10, 12:40 م]ـ
الجمعة
28/ 05/2010
الصفحات
530 531
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[28 - 05 - 10, 12:41 م]ـ
القسم الاول والثاني
? وَاصْطَبِرْ * وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ?، وبين الناقة، ? كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ ?، قال مجاهد: يعني يحضرون الماء إذا غابت الناقة، فإذا جاءت حضروا اللبن، ? فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى ?، فتناول الناقة بسفيه، ? فَعَقَرَ ?. انتهى ملخصًا.
وعن الضحاك في قوله: ? كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ?، قال: هو الشوك الذي تحظر به العرب حول مواشيها من السباع.
¥