ثم قال تعالى مخبرًا عن إحاطة علمه بخلقه وإطّلاعه عليهم: ? أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ ? أي: من سرّ ثلاثة: ? إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ?، كما قال تعالى: ? أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ?، فهو سبحانه وتعالى مطّلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء. ثم قال تعالى: ? ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ?، قال الإمام أحمد: افتتح الآية بالعلم واختتمها بالعلم. وقال الضحاك: هو فوق العرش، وعلمه معهم أينما كانوا.
عن مجاهد في قوله: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ?، قال: اليهود. وقال مقاتل: كان بين النبيّ ? وبين اليهود موادعة، وكانوا إذا مرّ بهم الرجل من أصحاب النبيّ ? جلسوا يتناجون بينهم حتى يظنّ المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكره المؤمن، فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم فترك طريقه عليهم، فنهاهم النبيّ ? عن النجوى فلم ينتهوا، فأنزل الله تعالى: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ ?. وعن مجاهد في قوله: ? وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ ?، قال: يقولون: سام عليكم. وفي حديث أنس عن النبيّ ?: «إذا سلّم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا: وعليك». قال ابن زيد: السام الموت.
وقوله تعالى: ? وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ?، قال البغوي: يريدون: لو كان نبيًّا حقًّا لعذّبنا الله بما نقول. قال الله عز وجل: ? حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ?.
543 A.mp3 (http://www.4shared.com/audio/qLLebj-l/543A.html)
http://dc203.4shared.com/img/305113121/1f2adeaa/543A.png?sizeM=7
543B.mp3 (http://www.4shared.com/audio/BJ3KAngs/543B.html)
http://dc220.4shared.com/img/305111183/a1c29f87/543B.png?sizeM=7
. وعن قتادة: قوله: ? إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ?، كان المنافقون يتناجون بينهم، وكان ذلك يغيظ المؤمنون ويكبر عليهم، فأنزل الله في ذلك القرآن. وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ?: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون ثالثهما، فإن ذلك يحزنه»
عن قتادة: قوله: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ?، كانوا إذا رأوا من جاءهم مقبلاً ضنّوا بمجلسهم عند رسول الله ?، فأمرهم أن يفسح بعضهم لبعض، ? وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا ? يقول: إذا دعيتم إلى خير فأجيبوا ? يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ? إن بالعلم لأهله فضلاً، وإن له على أهله حقًا، ولعمري لِلحقّ عليك أيها العالم فضل، والله معطي كلّ ذي فضل فضله. وكان مطرف بن عبد الله بن الشّخّير يقول: فضل العلم أحبّ إليّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 06 - 10, 10:56 م]ـ
الجمعة
04/ 06/2010
الصفحة 544
والصفحة 545
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 06 - 10, 10:57 م]ـ
صفحة 544
وعن مجاهد في قوله: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ?، قال: نهوا عن مناجاة النبيّ ? حتى يتصدّقوا، فلم يناجه إلا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قدّم دينارًا فتصدّق به، ثم أنزلت الرخصة. وعن قتادة: قال: ? أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ? فريضتان واجبتان لا رجعة لأحد فيهما، فنسخت هذه الآية ما كان
¥