تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وما تضمنته هذه الآية الكريمة بمنطوقها ومفهومها جاء موضحا في غير هذا الموضوع. فذكر تعالى أن السرور في الدنيا وعدم الخوف من الله سبب العذاب يوم القيامة، وذلك في قوله: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ, فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً, وَيَصْلَى سَعِيراً, إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً, إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} [الانشقاق:10 - 14].

وقد تقرر في مسلك الإيماء والتنبيه أن إن المكسورة المشددة من حروف التعليل، فقوله: {إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً}، علة لقوله: {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً}.

(55/ 12)


والمسرور في أهله في دار الدنيا ليس بمشقق ولا خائف، ويؤيد ذلك قوله بعده: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}، لأن معناه، ظن ألن يرجع إلى الله حيا يوم القيامة، ولا شك أن من ظن أنه لا يبعث بعد الموت لا يكون مشفقا في أهله خوفا من العذاب، لأنه لا يؤمن بالحساب والجزاء، وكون {لَنْ يَحُورَ}، بمعنى لن يرجع معروف في كلام العرب، ومنه قول مهلهل بن ربيعة التغلبي:
(55/ 13)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير