تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله تعالى: ? يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ ?، يقول تعالى: يخادعون الله والذين آمنوا بإظهار الإِيمان وإبطانهم الكفر، ويعتقدون أن ذلك ينفعهم عند الله كنفعهم عند بعض المؤمنين، كما قال تعالى: ? يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ?.

وقوله تعالى: ? وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُم ?، أي: لأن وبال خداعهم راجع عليهم، بفضيحتهم في الدنيا وعقابهم في الآخرة، ? وَمَا يَشْعُرُونَ ?، أي: لا يدرون أنهم يخدعون أنفسهم، وإن وبال خداعهم يعود عليهم.

وقوله تعالى: ? فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ?، يقول تعالى: ? فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ?، أي: شك ونفاق، ? فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً ?، أي: شكًا ونفاقًا، كما قال تعالى: ? وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ ?.

وقوله تعالى: ? وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ?، أي: ولهم عذاب مؤلم موجع، يخلص حده إلى قلوبهم، ? بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ?، أي: بكذبهم في دعواهم الإِيمان بالله وباليوم الآخر.

وقوله تعالى: ? وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لا يَشْعُرُونَ ?، يقول تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض بالكفر وتعويق الناس عن الإِيمان، ? قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ?، أي: إنما نريد الإِصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب، ? أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لا يَشْعُرُونَ ? بكونه فسادًا. قال أبو العالية: وكان فسادهم ذلك معصية الله، لأنه من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصيته فقد أفسد في الأرض، لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة.

يقول تعالى: ? وَإِذَا قِيلَ ? للمنافقين: آمنوا بمحمد ? وبما جاء به كما آمن الناس، قالوا: أنؤمن كما آمن السفهاء؟ يعنون أصحاب محمد ?، ? أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء ? الجهال في الدين الضعفاء الرأي، ? وَلَكِن لا يَعْلَمُونَ ?. ذلك.

وقوله تعالى: ? وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ? يقول تعالى: وإذا لقي هؤلاء المنافقون المؤمنون قالوا: آمنا كإيمانكم مصانعة وتقية، وإذا خلوا انصرفوا ? إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ? رؤسائهم، قالوا: ? إِنَّا مَعَكْمْ ?، أي: على دينكم ? إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ? بمحمد وأصحابه نلعب بهم.

قوله تعالى: ? يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ? قال ابن عباس في قوله تعالى: ? اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ? قال: يسخر بهم للنقمة منهم. وقوله تعالى: ? وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ?، أي: يملي لهم في ضلالتهم يترددون متحيرين.

وقوله تعالى: ? أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ? قال ابن عباس: ? أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى ? أخذوا الضلالة وتركوا الهدى. وقوله تعالى: ? فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ?، أي: ما ربحوا في تجارتهم لأنهم استبدلوا الكفر بالإيمان، ? وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ?. قال قتادة: قد والله رأيتموهم، من خرجوا من الهدى إلى الضلال، ومن الجماعة إلى الفرقة، ومن الأمن إلى الخوف، ومن السنة إلى البدعة.

http://dc228.4shared.com/img/305724460/6a448a7/004.png?sizeM=7

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير