ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[03 - 06 - 10, 05:22 م]ـ
08/ 06/2010
الثلاثاء
الصفحة 7
والصفحة 8
http://dc263.4shared.com/img/305723214/d7d25e72/007.png?sizeM=7
http://dc195.4shared.com/img/305734039/3866852a/t074.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ?.
يقول تعالى آمرًا بني إسرائيل بالدخول في الإِسلام ومتابعة محمد ?: يا بني إسرائيل، يا أولاد يعقوب، اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم على أجدادكم وأسلافكم، وقال الحسن: ذكر النعمة شكرها، وقال قتادة: هي النعم التي خصت بها بنو إسرائيل: فلق البحر، وإنجاؤهم من فرعون بإغراقه، وتظليل الغمام عليهم في التيه، وإنزال المن والسلوى، وإنزال التوراة في نعم كثيرة لا تحصى ? وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي ? بامتثال أمري ? أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ? بالقبول والثواب، وقال أبو العالية: ? وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي ? قال: عهده إلى عباده دين الإِسلام، وأن يتبعوه، وقال الضحاك، عن ابن عباس: ? أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ? قال: أرضَى عنكم، وأدخلكم الجنة.
وقوله تعالى: ? وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ? أي: خافون، قال ابن عباس: في قوله تعالى: ? وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ?، أي: أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات التي قد عرفتم من المسخ وغيره، وقوله تعالى: ? وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ?. يقول تعالى: ? وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ ? يعني: القرآن. ? مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ ?، أي: موافقاً لما معكم من التوراة في التوحيد، والنبوة والأخبار، ونعت النبي ?، ولا تكونوا أول كافر به، أي: القرآن فتتابعكم اليهود على ذلك، قال أبو العالية: يقول: ولا تكونوا أول من كفر بمحمد ?، يعني: من جنسكم أهل الكتاب بعد سماعكم بمبعثه؟
وقوله تعالى: ? وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ?، يقول: ولا تعتاضوا عن الإيمان بآياتي وتصديق رسولي بالدنيا وشهواتها؛ فإنها قليلة فانية، قال البغوي: وذلك أن رؤساء اليهود وعلماءهم كانت لهم مأكلة يصيبونها من سفلتهم وجهالهم، يأخذون كل عام منهم شيئًا معلومًا من ذروعهم وضروعهم ونقودهم، فخافوا إن هم بينوا صفة محمد ? وتابعوه أن تفوتهم تلك المأكلة، فغيّروا نعته وكتموا اسمه فاختاروا الدنيا على الآخرة.
وقوله تعالى: ? وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ?، أي: فاخشون، لا فوات الرياسة، قال طلق بن حبيب: التقوى: أن تعمل بطاعة الله، رجاء رحمة الله، على نور من الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله.
وقوله تعالى: ? وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ?، يقول تعالى: ? وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ?، أي: لا تخلطوا الحق بالباطل، والصدق بالكذب، وتكتموا الحق وأنتم تعملون، قال مقاتل: إن اليهود أقروا ببعض صفة محمد ?، وكتموا بعضها ليصدقوا في ذلك.
قوله تعالى: ? وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ? قال البغوي: ? وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ ?، يعني: الصلوات الخمس بمواقيتها، وحدودها: ? وَآتُواْ الزَّكَاةَ ?، وأدوا زكاة أموالكم المفروضة ? وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ?، أي: صلوا مع المصلين محمد ? وأصحابه وذكرها بلفظ الركوع لأن الركوع ركن من أركان الصلاة، قال ابن كثير: وقد استدل كثير من العلماء بهذه الآية على وجوب الجماعة.
¥