تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال السدي: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً ?، الآية، نزلت في أصحاب سلمان الفارسي: (بينما هو يحدث النبي ?، إذ ذكر أصحابه، فأخبره خبرهم، فقال: كانوا يصلّون ويصومون، ويؤمنون بك، ويشهدون أنك ستبعث نبيًا، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم، قال له نبي الله ?: «يا سلمان هم من أهل النار». فاشتد ذلك على سلمان فأنزل الله هذه الآية).

فكان إيمان اليهود، أنه من تمسك بالتوراة وسنَّة موسى عليه السلام حتى جاء عيسى، فلما جاء عيسى، كان من تمسك بالتوراة، وأخذ بسنَّة موسى فلم يدعها، ولم يتبع عيسى، كان هالكًا وإيمان النصارى، أن من تمسك بالإِنجيل منهم وشرائع عيسى عليه السلام، كان مؤمنًا مقبولاً منه، حتى جاء محمد ?، فمن لم يتبع محمدًا ? منهم، ويدع ما كان عليه من سنَّة عيسى والإِنجيل كان هالكًا، عن ابن عباس: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ?، الآية، قال: فأنزل الله بعد ذلك: ? وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ?.

وقوله تعالى: ? وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ?، أي: لا خوف عليهم فيما يستقبلونه، ولا هم يحزنون على ما يتركونه، كما قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ?.

قوله عز وجل: ? وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ (64) ?.

يقول تعالى: واذكروا يا معشر يهود، إذ أخذنا ميثاقكم: عهدكم، ? وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ?: الجبل، ? خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ ?: بجد ومواظبة، ? وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ ?: ادرسوا واعملوا به ? لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ? لكي تنجوا من الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة كما قال تعالى ? وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ?. قال السدي: فلما أبوا أن يسجدوا، أم الله الجبل أن يقع عليهم، فنظروا إليه وقد غشيهم، فسقطوا سجدًا، فسجدوا على شق ونظروا بالشق الآخر، فرحمهم الله، فكشف عنهم، فقالوا: والله ما سجدة أحب إلى الله من سجدة كشف بها العذاب عنهم فهم يسجدون كذلك وذلك قول الله تعالى: ? وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ?.

وقال ابن عباس: ثم سار بهم موسى عليه السلام إلى الأرض المقدسة وأخذ الألواح بعدما سكت عنه الغضب، وأمرهم بالذي أمر الله أن يبلغهم من الوظائف، فثقلت عليهم وأبوا أن يقرّوا بها، حتى نتق الله الجبل فوقهم كأنه ظلة، قال: رفعته الملائكة فوق رؤوسهم.

وقوله تعالى: ? ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ ?: أعرضتم من بعد ما قبلتم التوراة، ? فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ?: بتأخير العذاب عنكم، وإرسال النبيين إليكم، ? َكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ? بتعجيل عقوبتكم على نقضكم الميثاق.

قوله عز وجل: ? وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (66) ?.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير