ـ ولـ (تيسير الكريم الرحمن) بحمد الله عنايةٌ فائقةٌ بالمفاهيم: مثل (مفهوم الموافقة) [ص 53، 72، 92]، و (مفهوم المخالفة): سواء كان وصفاً [ص 77، 113، 119]، أو شرطاً [ص 65، 102، 103]، أو ظرفاً [ص 91] ...
ـ وقد نبّه الشيخ - رحمه الله -على بعض المفاهيم المُلْغاة: مثل تقريره أنّ"القيد الذي خرج مخرج الغالب لا مفهوم له" [ص 173، 174].
الثلاثين: أنّ هذا التفسير الجليل قد شوّق الصالحين إلى بلوغ جنّات النعيم:
ـ فمن ذلك قوله في تفسير (الذين يظنّون أنهم ملاقو ربّهم وأنهم إليه راجعون) [البقرة: 46]:"فهذا الذي خفّف عليهم العبادات، وأوجب لهم التسلّي في المصيبات، ونفّس عنهم الكربات، وزجرهم عن فعل السيّئات؛ فهؤلاء لهم النعيمُ المقيمُ في الغرفات العاليات! " [ص 52].
ـ وكما جاء في قوله عند تفسير (أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون) [آل عمران: 169]:"لفظ (عند ربّهم) يقتضي علوَّ درجتهم، وقربهم من ربّهم (يُرزقون) من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه، إلا من أنعم به عليهم؛ ومع هذا (فرحين بما آتاهم الله من فضله) أي مغتبطين بذلك قد قرّتْ عيونهم، وفرحتْ به نفوسهم؛ وذلك لحُسنه، وكثرته، وعظمته، وكمال اللّذّة في الوصول إليه، وعدم المُنغِّص؛ فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق، ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله؛ فتمّ لهم النعيم والسرور! " [ص 157].
ـ وكذلك قوله في تفسير (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148]:"ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات فهو السابق في الآخرة إلى الجنات! " [ص 73].
نسألك اللهم يا ذا الجلال والإكرام: (تيسير) العلم النافع، والعمل الصالح، وأن توفقنا إلى معرفة (تفسيرِ كلام المنّان)، وأن تنفعنا، وتنفع بنا، وتجعلَنا سبباً لمن اهتدى، وأن تجمعَنا و (الشيخَ السعديَّ) في جنةِ الفردوس؛ إنك أنتَ (الكريم الرحمن):
"في جنّةٍ طابتْ وطاب نعيمها ... من كلّ فاكهةٍ بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم ... محفوفةً بالنخل والرّمّان
غرفاتُها من لؤلؤٍ وزبرجدٍ ... وقصورُها من خالصِ العقيان
قُصرتْ بها للمتقين كواعبٌ ... شُبِّهنَ بالياقوتِ والمرجان
بيضُ الوُجوهِ شُعورُهنّ حَوالكٌ ... حُمْرُ الخدودِ عواتقُ الأجفان
فُلْجُ الثغورِ إذا ابتسمن ضواحكا ... هيفُ الخصورِ نواعمُ الأبدان
خُضرُ الثياب ثديهنّ نواهد ... صُفر الحليّ عواطرُ الأردانِ"
[نونيّة القحطاني ص 87 - 88]
والحمد لله والصلاة على رسول الله.