[الروضة الندية في تلخيص التأملات القرآنية (المجموعة1) للشيخ صالح المغامسي-حفظه الله-]
ـ[أبو عباد]ــــــــ[29 - 09 - 05, 11:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد ....
الحمد لله على نعمه وآلائه وتوفيقه، فها نحن بعد أن كتبنا لكم في المرة الماضية المجموعة الثانية من أشرطة (التأملات القرآنية) لفضيلة الشيخ: صالح بن عوّاد المغامسي-حفظه الله تعالى ونفع الله بعلمه الإسلام والمسلمين- نكتب ونقدم لكم (الروضة النديّة في تلخيص التأملات القرآنية) المجموعة الأولى من الأشرطة، وهي من جهد أخي الحبيب: بدر بن علي الأسمري-حفظه الله-وهو من طلبة العلم في عنيزة في منطقة القصيم، وهو من المهتمِّين لمتابعة أشرطة الشيخ صالح المغامسي-حفظه الله-وهي من جهده، فحتى لو رجعت للأشرطة فهو لم يكتب كل شيء بل هي خاصة به؛ فهي استفادة خاصة به، لكنني آخذها منه للفائدة وإفادة الإخوان في هذا الملتقى المبارك.
أسأل المولى الكريم رب العرش الكريم أن ينفع بها قائلها ومفرّغها وكاتبها وقارئها وجميع المسلمين، وأن ينفع بالشيخ صالح المغامسي
-حفظه الله-الإسلام والمسلمين، فو الله إنني لأحبه في الله، وو الله لو قابلتُه لقبّلت رأسه، ويكفي أن عينه دامعة .. وكلامه مؤثر في النفوس
وهنيئا لكم يا أهل المدينة النبوية به، وهو عندكم، فخذوا منه العلم، وخذوا منه خشوعه، وأدبه مع العلماء، وهذا ظاهر في ثنايا كلامه.
نسأل الله لنا وله القبول في الدنيا والآخرة.
كتبه: أبو عباد الشمالي.
القصيم – عنيزة
من سكن ابن عثيمين-رحمه الله-للطلبة
ـ[أبو عباد]ــــــــ[29 - 09 - 05, 11:24 م]ـ
نقل الشيخ محمد عطيّة سالم-رحمه الله-عن شيخه الإمام الشنقيطي-رحمه الله-صاحب أضواء البيان، نقل عنه أنه سأل الشيخ عندما كان يفسِّر القرآن في مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،قال له: إنك رجل ذو باع عظيم في العلم، فلماذا اخترت التفسير دون سائر العلوم مع قُدرتِك على إتيان كثير من المسائل وشرحها؟! فقال الشيخ-رحمه الله-وهو العارف بكتاب الله قال:"إن العلوم كلّها تفيء إلى القرآن".
- إن مما يُعين طالب العلم على طلب العلم بعد الاستعانة بالله أن يجد مادة علميّة يعقد عليها خنصره وبنصره.
- قال تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون - الذي جعل الأرض فراشاً والسماء بناءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم ... } المناسبة: أن الله لمّا ذكر أصناف الخلق الثلاثة خاطبهم أجمعين بعبارة (يا أيها الناس) أراد الله من هاتين الآيتين أن يبيّن حقيقة البعث والنشور، وذكر في هذه الآيتين ثلاثة براهين على وجود البعث والنشور:
البرهان الأول: هو الإيجاد والخلق الأول، وهذا بقوله: {اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم} ومعلوم قطعاً أن من قدر على الخلق الأول قادر على الخلق الثاني، وهذا بيّنه الله في غير سورة، قال الله: {وضرب لنا مثلاً ونَسِيَ خلقَه} وقال الله جلّ وعلا: {فسيقولون من يُعيدنا قل الذي فطركم أوّل مرّة} فالاتّكاء في الدليل على الإيجاد الأول، هذا أول البراهين على أن هناك بعث ونشور.
الدليل الثاني: ذكر ما هو أعظم من خلق الإنسان، وفائدة الذكر: أن مَن قدر على خلق الأعلى قادر على أن يخلق ما هو دونه، والله-جلّ وعلا-خلق السماوات والأرض، فمن باب أولى قادر على أن يُحيَ الناس بعد موتهم، والدليل في القرآن {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} وقال-جلّ وعلا-في يس: {أوَليس الله الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلُق مثلهم بلى وهو الخلاّق العليم}.
البرهان الثالث: القياس، وأن الله-جلّ وعلا-قال: {وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم} فالأرض كونها ميتة، وينزل عليها من السماء، أي من السحاب مطراً، فتُحْيِا من جديد هذا يدلّ على أن من أحياها قادر على أن يكون على يديه البعث والنشور، وهذا يفسّره القرآن قال الله جلّ وعلا: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليه الماء اهتزّت وربت إن الذي أحياها لمُحي الموتى إنه على كل شيء قدير} فبيّن سبحانه أن القادر على أن يُحيَ الأرض بعد موتها قادر بقدرته وعظمتِه وجبروته ورحمته وعزّته وسلطانه على أن يُحيَ الناس ويُعيدهم بعثاً ونشوراً بعد أن كانوا أمواتاً، فاجتمعت في
¥