تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله تعالى: ? وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا ?، كقوله تعالى: ? مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ?. وعن ابن عباس: قوله: ? وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ?، قال: تغشاهم ذلّة وشدة.

قال البغوي: (قوله تعالى: ? وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ ?، أي: الزموا مكانكم، ? أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ ?، يعني: الأوثان، معناه: ثم نقول للذين أشركوا: الزموا أنتم وشركاؤكم مكانكم ولا تبرحوا. ? فَزَيَّلْنَا ?: ميزنا وفرقنا بينهم. أي: بين المشركين وشركائهم، وقطعنا ما كان بينهم من التواصل في الدنيا، وذلك حين يتبرّأ كل معبود من دون الله ممن عبده). انتهى.

وقال مجاهد: ?إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ?، قال: يقول: ذلك كل شيء كان يعبد من دون الله.

قلت: وهذا كقوله تعالى: ? وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ?، وكقوله تعالى: ? وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ?.

وعن مجاهد: ? هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ?، قال: تختبر. وقال ابن زيد في قوله: ? وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ?، قال: ما كانوا يدعون معه من الأنداد والآلهة.

وقال البغوي: (قوله تعالى: ? قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ?، أي: من السماء بالمطر، ومن الأرض بالنبات، ? أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ ?، أي: من أعطاكم السمع والأبصار، ? وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ ? يخرج الحيّ من النطفة والنطفة من الحيّ ? وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ ?، أي: يقضي الأمر، ? فَسَيَقُولُونَ اللّهُ ? هو الذي يفعل هذه الأشياء، ? فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ? أفلا تخافون عقابه في شرككم؟ ? فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ ? الذي يفعل هذه الأشياء هو ? رَبُّكُمُ الْحَقُّ ?، ? فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ?، أي: فأين تصرفون عن عبادته وأنتم مقرّون به ? كَذَلِكَ ?؟ قال الكلبي: هكذا ? حَقَّتْ ? وجبت، ? كَلِمَتُ رَبِّكَ ? حكمه السابق ? عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ ? كفروا، ? أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ?.

http://dc243.4shared.com/img/345958028/2daca16f/213.png?sizeM=7

? قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم ? أوثانكم، ? مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ? ينشئ الخلق من غير أصل ولا مثال، ? ثُمَّ يُعِيدُهُ ? ثم يحييه من بعد الموت كهيئته؟ فإن أجابوك، وإلا فقل أنت: ? اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ?، أي: تصرفون عن قصد السبيل؟ ? قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي ? يرشد إلى الحق؟ فإذا قالوا: لا، ولا بدّ لهم من ذلك، ? قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ?، أي: إلى الحق، ? أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى ? معنى الآية: الله الذي يهدي إلى الحق أحق بالاتباع أم الصنم الذي لا يهدي ? إِلاَّ أَن يُهْدَى ?، أي: لا ينتقل من مكان إلى مكان إلا أن يحمل). انتهى ملخصًا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير