تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا انتهى من هذه الكتب الثلاثة، المسألة ما هي بمسألة سواليف أو مسألة استرخاء، يقول: والله أنا عندي روحات وجيَّات وأسفار ورحلات وهو بيقرأ هذه الكتب، ما يمكن، فلا بد أن يقتطع من عمره سنين حتى يثبت العلم في قلبه، وإلا لو كان العلم بهذه السهولة كان كل الناس علماء؛ لأننا نرى رفعة العلماء في الدنيا فضلاً عن الآخرة، كان كل الناس علماء، وفي أسواق المسلمين من يفوق في الفهم والحفظ والذكاء كثير ممن ينتسب إلى العلم، كان هؤلاء علماء، لكن دون تحصيله هذا التعب الشديد، فنحتاج إلى أن نعتكف لقراءة هذه الكتب، فإذا نظرنا في هذه الكتب على هذه الطريقة وجمعنا بين أقوال أهل العلم، مذهب أبي حنيقة نأخذه من الجصاص، مذهب مالك نأخذه من ابن العربي، مذهب الشافعي نأخذه من إلكيا الطبري، والمذهب الحنبلي نأخذه من المغني إيش المانع؟ ما الذي يمنع؟ نراجع هذه المسائل في المغني ونضيف حقل رابع للمذهب الحنبلي، إذا انتهيت من هذه الكتب.

قد يقول قائل: إنه مع الجد تحتاج إلى سنة! طيب سنة، وبعدين؟ ويش أنت عجلان عليه؛ لأننا نمضي عشرات السنين ما صنعنا شيء، فبعد ذلك إذا تأهل فينظر في الكتب التي فيها فائدة، وفيها شوب بدعة؛ لأنها فيها فوائد، لكن مع ذلك يمنع من النظر فيها في المرحلة الأولى والثانية والثالثة وجود هذه البدع، فعندك مثلاً تفسير الزمخشري فيه من الفوائد اللغوية والبلاغية والبيانية قد لا يوجد في غيره مثله، ونعرف أنه معتزلي وشبهه استخرجها أهل العلم بالمناقيش، ومع ذلك لا تنظر فيه مجرداً، انظر فيه مع حواشيه، والأمنية قائمة في أن يتصدى أهل السنة وأهل الخبرة، أهل الاختصاص في العقيدة، وأهل الذهن الحاضر الوقاد لهذه الكتب فيعلق على ما فيها من مخالفات؛ لأننا قد نجد من يعلق على الزمخشري ويبين اعتزالياته، لكن هو متلبس ببدعة أخرى، فكون هذه الكتب لا ينظر فيها من قبل أهل السنة، وقد يدور ذكرها على بعض الألسنة ونجد –مثلاً- في تفسير ابن كثير: نقول عن الزمخشري، نقول عن الرازي، فطالب العلم إذا قرأ في هذه النقول استهواه ما نقله الحافظ ابن كثير عن هذه الكتب إلى الرجوع إلى هذه الكتب، لكن لا يمكن أن يجرؤ طالب علم إلى القراءة في مثل تفسير الرازي؛ لأنه خطر على طالب العلم، خطر، ولذا المرجو والمطلوب من أهل التحقيق من أهل العلم الذين عندهم خبرة ومعرفة بهذه الأمور أن يعلقوا على هذه الكتب، فيستفاد منها ويتقى شرها.

إذا انتهينا من هذه الطريقة -قرأنا كتب التفسير بهذه الطريقة- نخرج بفائدة عظيمة، هذه الكتب مطولات قد يقول طالب: أنا لا أستطيع أن أستوعب هذه المطولات، وهذه الطريقة تصلح لكتب التفسير وكتب الحديث وغيرها من الكتب.

يكون معك أقلام أربعة أو خمسة بألوان، وأنت تنظر في تفسير القرطبي –مثلاً-: وهو أطول تفسير في أحكام القرآن، وفيه من الفوائد شيء كثير، لكنه على مذهب الأشاعرة.

وأيضاً فيه من الأحاديث الضعيفة والواهية والموضوعة شيءٌ كثير؛ لأنه ليس من أهل الصناعة، تقرأ في تفسير القرطبي –مثلاً- وعندك الأقلام الملونة، والمسألة مسألة جرد قراءة؛ لأن الكتاب من عشرين مجلد، إذا أردت أن تقف عند كل مسألة ما تنتهي، تأخذ القلم الأحمر وتقول: قف، عند مبحث تريد حفظه؛ لأن بعض المباحث يمر عليك في هذا التفسير أوفي غيره لا بد أن تحفظه؛ مثل هذا لا يمكن أن يمر ثانية، هذا تستفيد منه في كل العلوم ينير لك طريقك، بعض التوجيهات في بعض الكتب هذه يفتح الله -جل وعلا- بها على هذا المؤلف بحيث لا توجد عند غيره، فمثل هذه اكتب: قف -بقلم أحمر-، وفي طرة * الكتاب تقول: اللون الأحمر -مثلاً- صفحة كذا.

يأتيك مسألة صعبت عليك وتريد أن تراجعها لتفهمها الأخضر: قف.

تذكر الاصطلاح في طرة * الكتاب: الأحمر لما يراد حفظه، الأخضر لما يراد مراجعته، تحتاج تراجع على شان تفهم، إذا ما فهمت بنفسك راجع أهل العلم يحلون لك هذا الإشكال، وجدت مقطعاً أعجبك أسلوبه وتريد أن تستفيد منه في إنشاءك، وفي إلقاءك وفي تعليمك فتأتي بالقلم الأسود وتقول: قف؛ لتعود إليه مرة ثانية، فتنقله إلى مذكرتك، وهكذا.

بهذه الطريقة في سائر الكتب المطولة يستفيد طالب العلم؛ لأن هذه المطولات لا يمكن أن تعامل معاملة متون، فتفهم كل شيء فيها؛ ما يمكن؛ لأن أهل العلم لما صنفوا المصنفات وجعلوا منها المختصرات؛ لتحفظ، وجعلوا منها المطولات؛ لتُفْهِم ويستفاد منها، ويستعان بها على فهم هذه المختصرات.

http://www.khudheir.com/audio/61


* طُرة: لعلها غرّة وليست طُرّة؛
ويُنتبه أن هذا الكلام هو تفريغ للشريط فقد تقع به أخطاء غير مقصودة!

ـ[أم المنذر]ــــــــ[04 - 08 - 10, 06:34 م]ـ
وهذا أيضا جواب للشيخ: عبدالكريم الخضير (وجدته فيما بعد):

يقول: من قرأ المصباح المنير في تهذيب ابن كثير وقرأ تفسير السعدي فماذا تنصحونه أن يقرأ في التفسير بعد ذلك؟
يتابع التفاسير المتوسطة، مثل تفسير ابن كثير الأصل، ومثل الجلالين مع حواشيه، أو البيضاوي مع حواشيه.

http://www.khudheir.com/audio/3401

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير