تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أريد تفسير آيات الصيام من سورة البقرة من تفسير القرطبي]

ـ[فلسطينية مسلمة]ــــــــ[07 - 10 - 05, 09:02 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو تكرمتم اخوتي اريد تفسير ايات الصيام (سورة البقرة) من تفسير الجامع للامام للقرطبي

وجزاكم الله خيرا

ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - 10 - 05, 09:47 م]ـ

يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (183)

فيه ست مسائل:

الأولى: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} لما ذكر ما كتب على المكلفين من القصاص والوصية ذكر أيضا أنه كتب عليهم الصيام وألزمهم إياه وأوجبه عليهم ولا خلاف فيه قال صلى الله عليه وسلم:

[بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج] رواه ابن عمر ومعناه في اللغة: الإمساك وترك التنقل من حال إلى حال ويقال للصمت صوم لأنه إمساك عن الكلام قال الله تعالى مخبرا عن مريم: {إني نذرت للرحمن صوما} أي سكوتا عن الكلام والصوم: ركود الريح وهو إمساكها عن الهبوب وصامت الدابة على آريها: قامت وثبتت فلم تعتلف وصام النهار: اعتدل ومصام الشمس حيث تستوي في منتصف النهار ومنه قول النابغة:

(خيل صيام وخيل غير صائمة ... تحت العجاج وخيل تعلك اللجما)

أي خيل ثابتة ممسة عن الجري والحركة كما قال:

(كأن الثريا علقت في مصامها)

أي هي ثابتى في مواضعها فلا تنتقل وقوله:

(والبكرات شرهن الصائمة)

يعني التي لا تدور

وقال امرؤ القيس:

(فدعها وسل الهم ... عنك بجسرة ذمول إذا صام النهار وهجرا)

أي أبطأت الشمس عن الانتقال والسير فصارت بالإبطاء كالممسكة

وقال آخر:

(حتى إذا صام النهار واعتدل ... وسال للشمس لعاب فنزل)

وقال آخر:

(نعاما بوجرة صفر الخدو ... د ما تطعم النوم إلا صياما)

أي قائمة والشعر في هذا المعنى كثير

والصوم في الشرع: الإمساك عن المفطرات مع اقتران النية به من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وتمامه وكماله باجتنابه المحظورات وعدم الوقوع في المحرمات لقوله عليه السلام:

[من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه]

الثانية: فضل الصوم عظيم وثوابه جسيم جاءت بذلك أخبار كثيرة صحاح وحسان ذكرها الأئمة في مسانيدهم وسيأتي بعضها ويكفيك الآن منها في فضل الصوم أن خصه الله بالإضافة إليه كمت ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مخبرا عن ربه:

[يقول الله تبارك وتعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به] الحديث وإنما خص الصوم بأنه له وإن كانت العبادات كلها له الأمرين باين الصوم بهما سائر العبادات

أحدهما: أن الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات

الثاني: أن الصوم سر بين العبد وبين ربه لا يظهر إلا له فلذلك صار مختصا به وما سواه من العبادات ظاهر ربما فعله تصنعا ورياء فلهذا صار أخص بالصوم من غيره وقيل غير هذا

الثالثة:: قوله تعالى: {كما كتب} الكافي موضع نصب على النعت التقدير كتابا كما أو صوما كما أو على الحال من الصيام أي كتب عليكم الصيام مشبها كما كتب على الذين من قبلكم وقال بعض النحاة: الكاف في موضع رفع نعتا للصيام إذ ليس تعريفه بمحض لمكان الإجمال الذي فيه بما فسرته الشريعة فلذلك جاز نعته بـ كما إذ لا ينعت بها إلا النكرات فهو بمنزلة كتب عليكم صيام وقد ضعف هذا القول و ما في موضع خفض وصلتها: {كتب على الذين من قبلكم} والضمير في كتب يعود على ما واختلف أهل التأويل في موضع التشبيه وهي:

الرابعة: فقال الشعبي و قتادة وغيرهما: التشبيه يرجع إلى وقت الصوم وقدر الصوم فإن الله تعالى كتب على قوم موسى وعيسى صوم رمضان فغيروا وزاد أحبارهم عليهم عشرة أيام ثم مرض بعض احبارهم فنذر إن شفاه الله أن يزيد في صومهم عشرة أيام ففعل فصار النصارى خمسين يوما فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الربيع واختار هذا القول النحاس وقال: وهو الأشبه بما في الآية وفيه حديث يدل على صحته أسنده عن دغفل بن حنظلة [عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان على النصارى صوم شهر فمرض رجل منهم فقالوا لئن شفاه الله لنزيدن عشرة ثم كان آخر فأكل لحما فأوجع فاه فقالوا لئن شفاه الله لنزيدن سبعة ثم كان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير