تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومع انتشار الجهل في عصرنا وقلة العلم قد يقع الإنسان في الشعوذة والسحر، بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير، وقد يقع في مكرهم وخداعهم وهو لا يشعر، إلى ما في ذلك من فتنة لعامة الناس، مما قد يجعلهم ينحرفون وراء السحرة والمشعوذين بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير. وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه من أن استخدامهم في المباح والخير جائز كاستخدام الإنس في ذلك، فإنه في آخر كلامه ذكر أن من لم يكن لديه علم تام بالشريعة قد يغتر بهم ويمكرون به.

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:" قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه. قال: ما أحب لأحد أن يفعله، تركه أحب إلي"

والكرامات جمع كرامة وهي الأمر الخارق للعادة، يظهره الله على يد عبد صالح، ومتبع للسنة.

والتصديق بكرامات أولياء الله الصالحين، وما يجريه الله تعالى على أيديهم من خوارق العادات، من أصول أهل السنة والجماعة.

وقد حصل من ذلك الشيء الكثير، فقد أثبت القرآن الكريم والسنة النبوية وقوع جملة منها، ووردت الأخبار المأثورة عن كرامات الصحابة والتابعين، ثم من بعدهم.

ومن أمثلة هذه الكرامات قصة أصحاب الكهف، وقصة مريم ووجود الرزق عندها في محرابها دون أن يأتيها بشر، وهما مذكورتان في القرآن الكريم.

وقصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فدعوا ربهم وتوسلوا إليه بصالح أعمالهم، فانفرجت عنهم. والقصة في الصحيحين. وقصة عابد بني إسرائيل جريج لما اتهم بالزنا فتكلم صبي رضيع ببراءته. وهي في صحيح البخاري.

ووجود العنب عند خبيب بن عدي الأنصاري رضي الله عنه حين أسرته قريش، وليس بمكة يومئذ عنب. وهي في البخاري. وغيرها من الكرامات.

ولكن مما ينبغي التنبه له: أن المسلم الحق لا يحرص على الكرامة، وإنما يحرص على الاستقامة. وأيضاً فإن صلاح الإنسان ليس مقروناً بظهور الخوارق له، لأنه قد تظهر الخوارق لأهل الكفر والفجور من باب الاستدراج، مثل ما يحدث للدجال من خوارق عظام.

فالكرامة ليست بذاتها دليلاً مستقلاً على الاستقامة، وإنما التزام الشخص بكتاب الله وسنة رسوله هو الدليل على استقامته.

وأما من يدعي أن تسخير الجن له من باب الكرامة فدعواه ليست صحيحة، لأن الكرامة لا تأتي لإنسان يريدها، وإنما هي تفضل من الله على أوليائه، قد يطلبونها فتحصل، وقد يطلبونها فتتخلف، وعلينا أن ننظر إلى حال الشخص للحكم عليه لا إلى كراماته.

والله أعلم.

مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه


مع تحيات لقط المرجان في علاج العين والسحر والجان
www.khayma.com/roqia

)

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[09 - 05 - 03, 03:28 ص]ـ
الاستعانة بالجن مع أنه لم يرد دليل صحيح عليها فهي مع ذلك تسبب مفاسد كثيرة، والإمام ابن تيمية رحمه الله يؤخذ من قوله ويرد وكذلك غيره من أهل العلم فالعبرة بالدليل الشرعي.

ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[09 - 05 - 03, 07:10 م]ـ
أولا: لاشك أن الإستعانة بالآدمي في ما يقدر عليه جائزة، سواء كان
هذا الآدمي كافراً أو مسلماً.

ثم ننتقل إلى الإستعانة بالجني في الأمور المباحة كما قرره شيخ الإسلام، ولعل حجة الجواز

1 - الأصل هو الإباحة.

2 - كان في عهد عمر بن الخطاب أمرأة لها رأي
من الجن وكانوا يسألونها (الأثر بحاجة إلى تخريج، والذي أذكره
أنه صحيح)

3 - أثر يا عباد الله احبسوا! فهو صحيح وعمل به بعض السلف
وممن يدخل فيه الجن

و أما أدلة المانعين فيرد عليها ما يأتي

1 - أن الجن لابد أن يكون مسلما فهذا لا يضر حتى لو كان كافرا مادامت
الاستعانة في أمور مباحة كما لو استعان بآدمي كافر فيما يقدر عليه
مادام الأمر لا يدخله أي نوع من أنواع الشرك، وفي أمر مباح

2 - أن هذا من ملك سليمان و أنه خاص بسليمان، ودليل هذا لما ربط
النبي (صلى الله عليه وسلم) الشيطان، فلا دليل في هذا البتة
لأن خصوصية ملك نبي الله سليمان هي في تسخير الله الجن له
وهذا ما وقع لنبينا فقد سخر الله له الشيطان حتى ربطه! فالجن
لم يخدموا سليمان عليه السلام باختيارهم، وإنما بأمر الله وتكليف منه
بخلاف الاستعانة بالجنى في الأمور المباحة فهي هنا باختياره

3 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يستعين بالجن مع حاجته لهم
والجواب أن الصحابة تركوا الاستعانة بالمخلوقين مع حاجتهم إليهم حتى
أن أحدهم كان ينزل من فوق ناقته لأخذ سوطه وهذا مثل هذا

4 - أن التحريم من باب سد الذرائع، فيه نظر من جهة أن أئمة التوحيد
ابن تيمية، وابن عثيمين في عصره قرروا أنه هنا لا يعمل بها مع حرصهم الشديد على التوحيد، وكثير من الأمور المباحة التوسع فيها يؤدي إلى ارتكاب أمور محرمة، فلا نحرمها لإجل ذلك ....

والله أعلم وبارك الله في جميع مشايخنا
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير