كما وكان (ختمه) المذيل لأي رسالة .. هو بمثابة شفاعة إن لم تكن (إجازة) له .. كافية، وذلك لأي كتاب أو فتوى أو مادة تقدّم للأمة بتقديمه .. فينال صاحبها الحظوة من الأهمية ولا أقول القبول فقط .. في عطائه و (رواجاً) يبلغ منتهاه.
فإن في نيل ذلك منه - رحمه الله - مادة علمية .. مهما كان حجمها أو وجهتها/ هي درجة كافية تبيانا لمدى ما تحمله (مادته) من الصواب.
الحقيقة السادسة: التي لن أختم بها: أني لن أسطر هنا عن جهده العلمي فقد بلغ الأصقاع وجاوز البقاع.
كما .. وليس في هذا المقام أو لصاحب القلم هذا من أهلية ما يوازي عرض أهم ما قدمه الفقيه، فكيف باستعراض كاملها؟!
الحقيقة الأخيرة: وهي أجل الحقائق الصادرة عن قلب محب له في الله رحمك الله أيها الكبير علما، رحمك الله أيها الجليل أثرا، رحمك الله أيها الجهبذ عطاء، رحمك الله أيها الإمام قدوة .. في زمن (عزّ) وجود الهامات وقلّت به القدرات.
وجزاك عما قدمت خير ما جزى محارباً على ثغر من ثغور الإسلام، فأقدمت بهمتك إلى سلك هذا الباب باب (العلم) الذي قال به الشافعي - رحمه الله - مختصراً:
(سادة الناس في الدنيا الفقهاء، وفي الآخرة الأتقياء).
ورحمك الله لما قدمت لدينك وأمتك ومجتمعك الخاص والعام .. جزاء مجاهد صابر مصابر في ديننا العظيم، ناب .. به عنها، وناضل وجاوز (قنطرة) القبول، ويكفي شهادة لك هذه الحشود التي تقاطرت من كل حدب وصوب، فلا عجب من مثلك فإنها (تصغر في عين العظيم العظائم)
أجل .. أجل .. أجل يا شيخنا، ولا عجب إن قلت في ذيل خطابي:
ريشتي حاولت وقولي، ولكن
أعجز (الخطب) ريشتي ولساني
أخيراً
بدون مبالغة: كنت لما أسمع مقولة (لا أدري أعزي بالفقيد .. من)؟ ..
أتصور أنها ضرب من المبالغة .. العرب عُرفوا بها
أو نوعا من تكبير للخطب .. فحسب!
حتى لقيت ذلك في (موكب) تشييع هذا الإمام ..
فإن الناس في الطرقات تعزي به، وتتبادل بينها مع كلما العزاء (الدعاء) له .. فإننا لنحسبه والله حسيبه: من أكبر قامات عصرنا العلمية، ولا يتجاوز ان قلت: إن هذا الشيخ الذي يذّكر رحيله برحيل أسلافه، إن لم يكن ثالث ثلاثة .. بعدما مضى اثنان منهم - ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله جميعاً - اللذين رأينا في رحيلهما شبيها برحيل فقيدنا (ابن جبرين)، فعلى الرغم من الضغط الجوي، وعزّ الصيف .. ! إلا أن الأمة لم تؤثر على حضور جنازته وتوديعها عليه شيئا، ولعلي لا أتجاوز مرة أخرى إن قلت إن كانت الكلمات تعجز عن أن تفي ما في الخافق من عبير على ما يستحق علاّمتنا. ولا غرو .. كما أنها تتدافع عل لسابق منها يحظى بشرف الحضور في خطاب تأبين يبث من خوالجي .. في يوم نودع به هذا الإمام.
ولعلي بعد هذه الشهادة أقول .. ما يبلغه .. من (ولد صالح يدعو الله): اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجعل ما أقدم عليه خيرا مما ترك، وارحمنا و (كل) المسلمين إذا صرنا إلى ما صار إليه .. (إنا لله وإنا إليه راجعون) الحمد لله من قبل ومن بعد وصلى الله على نبيه محمد.
http://www.al-jazirah.com/139442/fe4.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:43 م]ـ
رحم الله شيخنا ابن جبرين
د. نهار بن عبدالرحمن العتيبي
لقد رحل العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين بعد أن قضى عقوداً من عمره في العلم والتعليم فلا تكاد ترى طالب علم كبير في عمره أو صغير إلا وقد تتلمذ على سماحته رحمه الله والسبب أن الشيخ رحمه الله كان قد بذل نفسه ووقته للعلم والتعليم ولم يكن يقتصر على مكان واحد أو محافظة أو مركز معين بل كان يتنقل رحمه الله في الشمال والجنوب والشرق والغرب إضافة إلى المنطقة الوسطى ولهذا تجد تلاميذه منتشرين في مختلف أنحاء المملكة وأذكر أن أحد تلاميذ الشيخ الصغار في السن دعاه مرة في أحد المراكز فاستجاب الشيخ وسافر من الرياض وألقى درساً ومحاضرة واكتظ المسجد بالناس وكنت أعلق مع الشيخ وأكتب ما يذكره من فوائد أخرجتها فيما بعد في كتيب أسميته براءة الإسلام من قتل الأبرياء فلا يكاد طالب العلم أن يحضر درساً من دروس الشيخ ابن جبرين رحمه الله إلا ويعود بالعديد من الفوائد العلمية التي تنفعه بإذن الله تعالى في حياته وكذلك بعد مماته. فإن الشيخ كما يعلم الجميع يتمتع بسعة العلم وكذلك بقوة الحافظة فقد سئل رحمه الله تعالى وأنا أستمع إليه عن مسألة فأجاب كعادته ثم قال له أحد تلامذته وكان بجواري يا شيخ أحسن الله إليك هل قال بهذا القول أحد من أهل العلم فقال الشيخ نعم قال به فلان في كتاب كذا وفي صفحة كذا وكذلك قال به فلان وفلان وفلان فتحديد الشيخ رحمه الله للكتاب وكذلك للصفحة لمسألة عارضة دليل على سعة علمه بل إنه رحمه الله لا يكاد يسأل عن مسألة من المسائل إلا ويفتي فيها بما يراه.
أسأل الله عز وجل أن يرفع درجته في الآخرة كما رفع درجته في الدنيا وصلى الله على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين.
عضو الجمعية الفقهية السعودية والمشرف على موقع دوحة الإسلام
http://www.al-jazirah.com/139442/fe5.htm
¥