ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 03:23 م]ـ
يرحمك الله يا شيخ (ابن جبرين)
الكاتب/ الشيخ نبيل العوضي
لجينيات
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا شيخنا لمحزونون و {إنا لله وإنا إليه راجعون}، هكذا يغيب الموت علما من أعلام هذه الأمة، ويغطي الظلام نجما من نجومها، إنه الشيخ العلامة الدكتور عبدالله بن جبرين يرحمه الله أحد ابرز كبار العلماء في العالم الاسلامي.
لقد كان الشيخ (يرحمه الله) من أقوى العلماء تأثيرا في فتاواه حيث تتلقاها وسائل الاعلام ويتقبلها العلماء والدعاة وطلاب العلم، وذلك لمكانة الشيخ العلمية ولما عرف عن الشيخ من تحريه الحق وعدم مجاملته في فتاواه، فكان (يرحمه الله) يقول الحق ولا يخاف لومة لائم، بل كان يصدع بالحق ولو على حساب نفسه، فيرحمه الله ويغفر له ويعلي منزلته.
صحيح أنني لم أجلس مع الشيخ (يرحمه الله) في مجالس خاصة إلا مرات قليلة إلا أنني لا أستطيع نسيان ذلك العالم الجليل الذي على الرغم من تواضعه الجم الا أنه تحيطه هيبة، وعلى الرغم من كلامه القليل إلا أنك تجد فيه معاني عظيمة، وعلى الرغم من كثرة السائلين إلا أنه صاحب خلق جم رفيع، وكانت عيناي لا تخطئه حتى لا تضيع مني فائدة أو تشرد مني شاردة.
لقد نصر الشيخ (يرحمه الله) المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، فوقف مع الضعفاء والمساكين، وناصر الدعاة والمجاهدين ولم يبال بما قيل فيه أو طعن بنيته، فكانت مواقفه لله وبالله - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احدا - ولاجل هذا هابه اهل الزيغ والضلال، وتردد امامه اهل الاهواء والبدع.
وموت العلماء مصيبة في هذه الامة ليست كغيرها من المصائب، وموتهم لا كموت غيرهم، فموتهم علامة من علامات الساعة فبموتهم يقبض العلم وينزع، قال صلى الله عليه وآله وسلم «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل»، ولهذا قال الحسن البصري (موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار).
كان الشيخ (يرحمه الله) ذا همة عالية ونشاط بالغ، فلم يدع الى محاضرة أو كلمة أو درس في أي منطقة في المملكة العربية السعودية الا ولبى الدعوة حتى لو كانت هجرة صغيرة، وما أذكر أنني زرت منطقة أو مركزا دعويا في المملكة إلا ورأيت كلمة للشيخ (يرحمه الله) في سجل الزيارات، وفتاوى تؤيد الدعاة الى الله وتنصرهم في الحق من الشيخ (يرفع الله قدره ومنزلته).
كان بإمكان الشيخ (يغفر الله له) أن يكون كغيره ممن حفظ العلم وكتمه، أو تكاسل في نشره والصدع به، أو تكسب به واخفى بعضه، ولكنه (يرحمه الله) أبى إلا أن يكون وريثا للانبياء الذين ضحوا بكل شيء في سبيل دعوتهم ونشر دينهم، فكم في الامة اليوم من حافظ ومتعلم وحامل للفقه لكنه ليس بفقيه!! يتعلم علم الآخرة من اجل الدنيا، آتاه الله من الآيات لكنه (اخلد الى الارض واتبع هواه)، لكن الشيخ اختار الطريق الآخر وهو طريق العزة والرفعة، طريق الانبياء والعلماء والصديقين، جمعه الله بهم وجمعنا معهم.
عزاؤنا يا شيخنا أن الموت حق، وأن الأنبياء قد ماتوا من قبل، ومات خيرهم وأفضلهم صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الله تعالى فيه {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}، وهذه الأمة سيبقى الخير فيها ما شاء الله، وسيخلف الله هذه الأمة خيرا، وصحيح أنك مت بجسدك يا شيخنا، لكنك ستبقى حيا بالذاكرة، وستبقى معنا بالعلم والأثر، وستظل علومك صدقة جارية، ولن ينقطع محبوك من الدعاء لك، أسأل الله ان يغفر لشيخنا (ابن جبرين) ويرحمه رحمة واسعة، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يتجاوز عنه ويقبله في الصالحين، وأسأله تعالى أن يجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في جنات النعيم، اللهم آمين.
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8963
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 03:24 م]ـ
من يسد الثغرة؟
الكاتب/ عبدالله بن عادل اللحيدان
لجينيات
استكبت حروفي ونظم كلامي على وجهي أرويها بماء مزن وطيب خِلاق وتأبى علي الخروج ..
يا كلمي ما دهاك ..
قالت لي ويحكَ أوما علمت بالأمر الجليل ..
قلت أفصحي فلربما خطأ بالمقال ..
فردت بلسان مكلوم: تفقد الأمة اليوم شيخ جليل ..
قلت دعيني منك وليأتي لي قلمي أصله بحبر فضله راجيا من الغفور أن يغفر لي وللشيخ ولمن يقرأ,,
فأقول:
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ لمحزونون ...
ذكر الشيخ يُفيظ العين ويوجد الحُزن ويغرق العبرة في بحر الفضائل ..
حاولت أن أقطف أحسن ثمرة, واحترت فيما أترك وفيما أحضر ..
أنتظر حصادها ...
علم على رأسه نور ..
رام الهدى واعتلى علما وعملا ..
قاد ركب أهل العلم والصلاح, قاد السفينة فأجاد، رغم ما يحاول به من نيل, ولكن الله حافظ لأولي الألباب ..
تقدم الصفوف, وخرج لمبارزة أهل الزيغ والضلال, فلكم شهد التاريخ مجندلاته ومبارزاته, سواء بسواء ..
شهم, شجاع, لا يخاف في الله لومة، ولا يخشى رمية، يعصب دليله عصبة فيها حمرة، تجد سيفه بلا غمده، فلا يحتاج لراحة، راحته بتبليغه سنة الرحيم بأمته، وشرع أحكم الحاكمين ..
للحق صادعا، في الحق قوي، ما ظنكم بقلب شعاره: لا راحة حتى رائحة الجنة ..
حروفي ثمان وعشرين فإن أردت فزدها حرفا للرثاء ..
ففي كل قرن نفقد علما من الأعلام ولكن؛ من يكون مكانه؟
فيسد ثغرته،ويبيع نفسه لله، ويقبل بالمبارزة، ويخاطر بحياته لرفع راية التوحيد ..
يجمع الدنيا والآخرة ..
اللهم اغفر لنا وللشيخ ابن جبرين, واجعل داره في عليين, واجمعنا به على سرر متقابلين ..
أبو أسامة
23/ 7 / 1430هـ
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8964
¥