فعندما فجعت الأمة يوم الإثنين الموافق 20/ 7/ 1430 هـ بوفاة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله كان الناس مهيئين للحدث، فالشيخ كان في غيبوبة مدة طويلة والمرض قد تمكن من جسمه، بما لا يدع مجال للشفاء إلا أن يشاء الله تعالى، وإذا حانت ساعة الأجل فالذي يرجى له عند ربه خير من الدنيا وما عليها، فليس إنتقال جسد الشيخ من دار الفناء إلى دار البقاء هو السبب فيما أصاب الأمة من حزن بموت سماحته وإنما السبب الأهم هو أن هذا الفارس الذي ترجل قد ترك في الإسلام ثلمة يصعب سدها، فالشيخ رحمه الله كان سيفاً مصلتاً على رقاب أهل البدع وسد منيع بوجوه الرافضة الذين ما فتئوا يحاولون التسلل إلى عرين التوحيد ومعقل السلف في جزيرة العرب، ولا أدل على خطورته على مشروعهم من محاولاتهم البائسة التي بدأوها في إهدار دمه ثم التقدم إلى محكمة العدل الدولية بطلب إصدار مذكرة اعتقال دولية بحقه لمحاكمته، وأخيراً التقدم إلى المحاكم الألمانية أثناء تواجده بتلك الديار للإستشفاء، بطلب محاكمته بتهمة الدعوة للإرهاب.
فحق للأمة أن تحزن على هذا الأسد الذي أقض مضاجع أهل البدع والضلال, وسفه أحلام دولة الرفض الفارسية التي كان ابن جبرين يمثل ألد أعدائها.
والعزاء في سماحته أن الأمة التي أنجبته لن تعقم عن إنجاب من هو على شاكلته من الرجال الذين سيعيدون أمجادها بإذن الله تعالى, ويكتبوا تاريخها بأحرف من نور.
فتلاميذه الذين نهلوا العلم من سماحته وأخذوا من منهجه ما أخذه أبو بكررضي الله عنه من منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم, حريا بهم أن يقفوا من أهل البدع والمذاهب المنحرفة, نفس الموقف الذي كان عليه الشيخ يرحمه الله, فيتصدوا بحزم للمد الرافضي, فمن الوفاء له أن يتولوا الدفاع عن العرين الذي كان يدافع عنه طيلة حياته, ولا يكتفوا بذرف الدموع وذكر مآثره, فهذه أمور يعرفها الكبير والصغير من أهل هذه البلاد, وبهذا تقر أعين أهل الجزيرة ويعلموا أن إبن جبرين لم يمت وأن السد المنيع والباب الموصد أمام هؤلاء المجوس لا يزال قائماً، ويخيب ظن أهل الرفض الذين أقاموا الإحتفالات بمناسبة وفاته حسب ما ذكره أحد المشائخ بمداخلته لقناة المجد الفضائية.
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=9067
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:41 م]ـ
(ابن جبرين في سجل الخالدين)
الكاتب/ الشيخ محمد بن إبراهيم السبر *
لجينيات
الحمد لله الحيِّ القيوم الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، القائل: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) والصلاة والسلام على من خاطبه ربه بقوله: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)، (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فلقد رزئت الأمة الإسلامية جمعاء وفجعت بموت عالم من علمائها، وإمام من أئمتها، وفقيه من أشهر فقهائها، إمام من أئمة الهدى ومصابيح الدجى شهد له بالعلم والفضل القاصي والداني، وسارت بذكره الركبان، وطوقت شهرته الآفاق إنه الإمام الرباني، بقية السلف ناصرُ السنة وقامعُ البدعة سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن ابن جبرين عضو الإفتاء رحمه الله رحمةً واسعةً وأسكنه فسيح جناته وأسبل عليه رضوانه ومغفرته.
أهكذا البدر تخفى نوره الحفر ويفقد العلمُ لا عينٌ ولا أثرُ
خبت مصابيحُ كُنا نستضيءُ بها وطوَّحت للمغيب الأنجم الزهرُ
بالأمس القريب وضعت الأمة يدها على قلبها، عند ما ترامت الأنباء بمرض شيخها وإمامها، ثم انفرجت أساريرها مستبشرةً باستقرار حالته وقرب خروجه من عارضه الذي ألم به، وكان مرضه حديث الناس، تلهج ألسنتهم له بالدعاء الصادق بالشفاء والعافية، ولكن لما كانت سنة الله نافذةً وأمره واقعاً، قضى الله أمراً كان مفعولاً، لتأتي الفاجعة في يوم الاثنين العشرين من شهر رجب عام 1430هـ، فودعت البلاد بل أمة الإسلام قاطبةً إمام السنة الشيخ الفقيه العلامة عبد الله بن جبرين الذي أجمعت الأمة على قبوله ومحبته ..
¥