ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[27 - 07 - 09, 06:22 ص]ـ
الإمام الذي فقدناه
المقال
عبد الله بن علي بن عبدالعزيز الجبرين:
فجعت الأمة الإسلامية بغياب ابرز أعلامها سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله في وقت الأمة أحوج ما تكون إليه لفضله وعلمه رجل زرع الله محبته في نفوس العباد وهبه الله سعة في الفهم والعلم ورزقه حب الزهد والتواضع بذل حياته في سبيل إعلاء كلمة الله جهر بالحق لا يخشى في الله لومه لائم في وقت يعز فيه من يقف مثل هذا الموقف.
تخرج على يديه كثيرا من العلماء والدعاة التزم رحمه الله منهج الوسطية في القول والعمل يأسرك رحمه الله بتواضعه ولين جانبه وبشاشته دائما طلق المحيا يشارك عامة الناس في أفراحهم و أتراحهم ويبذل يد المساعدة لكثير من الفقراء والأيتام والأرامل والمحتاجين ما الله به عليم.
وهبه الله قدرة في الصبر والتحمل يجوب أصقاع الجزيرة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها في القرى والهجر في رؤوس الجبال والأودية في أيام الصيف اللافح وهو قد قارب الثمانين من العمر لم يخلد رحمه الله إلى الدعة والراحة بل واصل ليله ونهاره في الدعوة إلى الله وتوضيح العقيدة الصافية كما جاء بها نبي الهدى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام عالم جاهد في الله حق جهاده نصح ألامه أنار الطريق إلى عبادة الله وحده في وقت كثر فيه الضلال والانحراف عن جادة الحق نسأل الله الهداية.
عرفته وأنا يافعاً والى يومنا هذا وهذا هو الشيخ رحمه الله في بساطته وتواضعه لم يتغير بل يزداد توهجا في حب الخير.
لقد رأيت منظرا مهيبا من خلال الآلاف التي تقاطرت إلى جامع الإمام تركي بالرياض جاءت من كل حدب وصوب من المدن والقرى والهجر ومن دول الخليج كلها تحمل مشاعر الوفاء لهذا العالم الجليل و الألم والحزن ترتسم على وجوههم على فقدان حبيبهم وإمامهم وشاركهم في مشاعرهم الملايين في العالم العربي والإسلامي.
فإذا كان رحل عنا بجسده فإن ذكره العطر وعلمه الغزير باقي إن شاء الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها نعم لقد أُصبنا بذهول وحزن كبير بفقدان والدنا وحبيبنا.
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
http://www.aleqt.com/2009/07/25/article_256055.html
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:45 ص]ـ
سماحة الشيخ ابن جبرين العلامة
عبد الرحمن بن سعد الزير *
عزيزي رئيس التحرير
تتجلى سماحة الإسلام وحرمته ومثله العليا حية جلية في شخصيات علماء الأمة الذين هم سرج الحياة ومصابيح الدجى، الذين تحلو بهم الحياة وتشتد إليهم الحاجة.
ومن أبرز العلماء الذين ترى فيهم خلق السماحة بكل ما تعني هذه الكلمة فقيد الأمة وحبرها سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، عليه رحمة الله وغفرانه، وأسكنه فسيح جناته.
لقد تحلى ـ رحمه الله ـ بأخلاق السلف الصالح فهو من بقيتهم ولا مراء، فترى فيه خلق التواضع في كل أحواله في هيئته ومشيته ومظهره، وسفره وحضره، بعيدا عن التكلف لا يرد سائلاً ولا يمتنع مستشفعاً ولا يجد في نفسه شيئا على أحد بل هو سليم الصدر نقي السريرة كثير السمت طويل الصمت يملأ جلساته بالذكر وقراءة القرآن الكريم، شديد الورع، بعيد عن زينة الدنيا حريص على نفع الناس فهو غيث أينما وقع نفع، كان ـ رحمه الله ـ لا يبخل بعلم ولاتعليم ولا يرحم نفسه أو بنأي بها عن حضور وتدريس، يكثر من الاطلاع، ويحسن الظن بالناس، محب لكل من ينتسب إلى الخير فيحرص على التقرب إليهم بقصد نصحهم وكسب ثقتهم ونقاشهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن، قيل له على سبيل اللوم، لم تذهب مسافراً فيما يسمى (بالخروج) مع جماعات التبليغ إلى العمرة والحج، وغير ذلك من مدن وقرى المملكة في ذلك الوقت، وهم يطهرون تبذالاً جماً في وسائلهم وتنقلاتهم مع قلة بضاعة بعضهم في العلم، فقال: إنما فرصة لتعليمهم.
أحب النظر والتحقيق في مسائل العلم، وأشفق على أمته من بروز مخاطر بعض الطوائف المنتسبة إلى الإسلام من أهل الأهواء ومحذراً المسلمين من مزاعمهم في التقرب لأنهم يسعون لتحقيق مآربهم مع عدم تزحزحهم عن باطلهم، فلم تلن له قناة ولم يرجع عن الحق. ومواقفه ومناقبه ـ رحمه الله ـ في ذلك كثيرة معروفة فقد جمع العلم والدين والورع والإخلاص والصدق والنصح للأمة أئمتها وعامتها فأحبه الناس كما أحبهم، وحرصوا على معرفة رأيه وفتواه في كثير من المسائل التي لها جانب من حياة الناس العملية عن علم مبنى على الكتاب والسنة، فهو نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً عالم رباني ينظر إلى آخرته، رحم الله فقيد الأمة وأسكنه فسيح جناته وأجرنا في مصيبتنا وعوض الأمة عنه خيراً.
* مستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13189&I=692380&G=1
¥