تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال تعالى: " إلَيْهِ يصْعَدُ الكلِمُ الطّيّبُ والعملُ الصَالِحُ يرْفعُهُ " ونحو ذلك كثير.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعجمية: أين اللّه؟ فأشارت إلى السماء، ووصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه عرج به من الأرض إلى السماء، ثم من سماء إلى سماء إلى سدرة المنتهى، ثم إلى ما فوقها حتى لقد قال: سمعت صريف الأقلام. ولما فرضت الصلوات جعل كلما هبط من مكانه تلقاه موسى عليه السلام في بعض السموات وأمره بسؤال التخفيف عن أمته، فرجع صاعداً مرتفعاً إلى اللّه سبحانه وتعالى يسأله، حتى انتهت إلى خمس صلوات ...

إلى أن قال: وقد تأتي في لغة العرب بمعنى فوق وعلى ذلك قوله تعالى: " فامْشُوا في مَنَاكِبِها " سورة الملك آية 15. يريد فوقها وعليها، وكذلك قوله تعالى: " ولأصلِبَنّكم في جُذوع النخل " سورة طه آية 71. يريد عليها، وقال تعالى: " أأمِنْتم مَنْ في السّماءِ أنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ " سورة الملك آية 16. الآيات، قال أهل التأويل العالمون بلغة العرب: يريد فوقها، وهو قول مالك مما فهمه عن جماعة ممن أدرك من التابعين، مما فهموه عن الصحابة رضي الله عنهم، مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله في السماء بمعنى فوقها وعليها، فلذلك قال الشيخ أبو محمد: إنه فوق عرشه المجيد بذاته، ثم بيّن أن علوه على عرشه إِنما هو بذاته لأنه بائن عن جميع خلقه بلا كيف، وهو في كل مكان من الأمكنة المخلوقة بعلمه لا بذاته، إذ لا تحويه الأماكن، لأنه أعظم منها، وقد كان ولا مكان، ولم يحل بصفاته عما كان، إذ لا تجري عليه الأحوال، لكن علوه في استوائه على عرشه هو عندنا بخلاف ما كان قبل أن يستوي على العرش لأنه قال: " ثمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْش " وثم أبداً لا يكون إلا لاستئناف فعل يصير بينه وبين ما قبله فسحة إلى أن قال: وقوله: " على العَرْشِ اسْتَوَى " فإنما معناه عند أهل السنة على غير الاستيلاء والقهر والغلبة والملك الذي ظنته المعتزلة، ومن قال بقولهم: إنه بمعنى الاستيلاء.

وبعضهم يقول: إنه على المجاز دون الحقيقة. قال: ويبين سوء تأويلهم في استوائه على عرشه على غير ما تأولوه من الاستيلاء وغيره ما قد علمه أهل العقول أنه لم يزل مستولياً على جميع مخلوقاته بعد اختراعه لها، وكان العرش وغيره في ذلك سواء، فلا معنى لتأويلهم بإفراد العرش بالاستواء الذي هو في تأويلهم الفاسد استيلاء وملك وقهر وغلبة.

قال: وكذلك بيّن أيضاً أنه على الحقيقة بقوله عز وجل: " ومَنْ أصْدَقُ مِنَ اللهِ قيلاً " سورة النساء آية 122. فلما رأى المنصفون إفراد ذكره بالاستواء على عرشه بعد خلق سمواته وأرضه وتخصيصه بصفة الاستواء، علموا أن الاستواء هنا غير الاستيلاء ونحوه، فأقروا بصفة الاستواء على عرشه، وأنه على الحقيقة لا على المجاز لأنه الصادق في قيله، ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله، إذ ليس كمثله شيء من الأشياء. ا.هـ

انظر اجتماع الجيوش ص 156 وص 187 والعلو 264

هذا السيل من إثبات المعاني لايمكن أن تصمد أمامه شبهات التفويض

ـ الإمام محمد بن أبي زمنين المالكي

قال عن حديث النزول:

" وهذا الحديث بيّن أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون والأرض، وهو أيضا بيّنٌ في كتاب الله، وفي غير ما حديث عن رسول الله " ا. هـ

فكيف حديث النزول يبين أن الله على العرش في السماء دون الأرض لو كان معناه مفوضا؟!!

وكيف يكون هذا المعنى بينا في النصوص كما ادعى ابن أبي زمنين لو كانت مفوضة؟!!

وقال الإمام ابن أبي زمنين:

" ومن قول أهل السنة: أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه كيف شاء، كما أخبر عن نفسه " ا. هـ

فأثبت ارتفاع الرب على عرشه وهذا إثبات للمعنى

وذكر الإمام ابن أبي زمنين حديث أبي رزين (كان الله في عماء) ثم قال:

" [العماء] السحاب الكثيف المطبق فيما ذكر الخليل " ا. هـ

وهذا ينافي التفويض

وقال رحمه الله:

" ومن قول أهل السنة: أن الكرسي بين يدي العرش وأنه موضع القدمين " ا. هـ

لم يرد ذكر الكرسي وأنه موضع القدمين إلا في آثار السلف وهذا من أظهر الأدلة على الإثبات

وقال ابن أبي زمنين:

" ومن قول أهل السنة: أن الله عز وجل [بائن] من

خلقه، محتجب عنهم بالحجب " ا. هـ

وقال رحمه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير