ربيع الأول من عام 1369هـ، والتحق بالمدرسة العزيزة بالصف الرابع، وكان من أهم ما استفاده في تلك السنة الإلمام بقواعد التجويد الأساسية.
وفي نفس السنة سافر مع جمع من الطلاب مع الشيخ ابن باز إلى الحج، وبعد عودته ترك الدراسة في المدرسة العزيزة، وآثر حفظ المتون مع طلاب الشيخ عبد العزيز بن باز، ولازم دروس الشيخ ابن باز المتنوعة فقد كان يُقرأ عليه في كتاب التوحيد، والأصول الثلاثة، وعمدة الأحكام، وبلوغ المرام، ومسند أحمد، وتفسير ابن كثير، والرحبية،والآجرومية.
ومكث في الدلم في رعاية الشيخ صالح العراقي، فقد كان مقيما في بيته، ودرس عليه علم العروض.
وحفظ في الدلم كتاب التوحيد، والأصول الثلاثة، والآجرومية، وقطر الندى، ونظم الرحبية، وقدرا ألفية ابن مالك في النحو، وألفية العراقي في علوم الحديث.
وكان مدة إقامته لها أثر كبير في حياته العلمية.
ثم التحق الشيخ بالمعهد العلمي في الرياض حين افتتاحه في محرم1371هـ، ثم تخرج منه عام 1374هـ، وألتحق بكلية الشريعة، وتخرج منها سنة 1378هـ.
وتتلمذ في المعهد، والكلية على مشايخ كثيرين من أبرزهم:
العلامة محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ، ودرسهم في المعهد في التفسير، وأصول الفقه.
و العلامة عبدالرزاق عفيفي ـ رحمه الله ـ ودرسهم في التوحيد، والنحو، ثم أصول الفقه،
والشيخ محمد عبدالرزاق حمزة،وعبد العزيز بن ناصر الرشيد وآخرين رحمهم الله جميعا.
وكان في تلك المدة يحضر بعض دروس العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
و أكبر مشايخه عنده، وأعظمهم أثراً في نفسه العلامة الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ الذي أفاد منه أكثر من خمسين عاما بدءاً من عام 1369هـ حين كان الإمام ابن باز في بلدة الدلم إلى وفاته في عام 1420هـ، ثم شيخه العراقي الذي استفاد منه حب الدليل، ونبذ التقليد، والتدقيق في علوم اللغة، والنحو، والصرف، والعروض.
الأعمال التي تولاها:
عمل الشيخ مدرسا في المعهد العلمي في مدينة الرياض ثلاثة أعوام من سنة 1379هـ، ثم انتقل بعدها إلى تدريس العلوم الشرعية في كلية الشريعة بالرياض، ولما افتتحت كلية أصول الدين عام 1396هـ نقل إليها في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، وعمل مدرسا فيهما إلى أن تقاعد عام 1420هـ، وأشرف خلالها على العشرات من الرسائل العلمية.
وبعد التقاعد رغبت الكلية التعاقد معه فأبى، كما طلب منه سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ على أن يتولى العمل في الإفتاء مراراً فتمنع، ورضي منه شيخه أن ينيبه على الإفتاء في دار الإفتاء في الرياض في فصل الصيف حين ينتقل المفتون إلى مدينة الطائف، فأجاب الشيخ حياءً، إذ تولى العمل في فترتين ثم تركه.
وبعد وفاة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ طلب منه سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن يكون عضو إفتاء، وألح عليه في ذلك فامتنع، وآثر الانقطاع للتدريس في المساجد.
جهوده في نشر للعلم:
جلس الشيخ للتعليم في مسجده الذي يتولى إمامته ـ مسجد الخليفي بحي الفاروق ـ، ومعظم دروسه فيه، وكذلك التدريس في بيته مع بعض خاصة طلابه، وله دروس في مساجد أخرى، وله مشاركات متعددة في الدورات العلمية المكثفة التي تقام في الصيف، إضافة لإلقائه لكثير من المحاضرات، كما تعرض على الشيخ بعض الأسئلة من عدد من أشهر المواقع الإسلامية في الشبكة العنكبوتية.
طلابه:
طلاب الشيخ كُثُرٌ يتعذر على العاد حصرهم، وكثير من أساتذة الجامعات، والدعاة المعروفين، تتلمذوا عليه، وغيرهم ممن يستفيدون من الشيخ من الخاصة، والعامة ...
وبعد توفر الوسائل الحديثة يسر الله لكثير من طلاب العلم من خارج البلاد متابعة دروس الشيخ عبر الشبكة على الهواء مباشرة عن طريق موقع البث الإسلامي.
احتسابه:
وللشيخ جهود كبيرة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومناصحة المسؤلين، والكتابة لهم، وتحذير الناس من البدع، وسائر الانحرافات، والمخالفات ... وله في ذلك فتاوى كثيرة انتشرت في كل مكان.
اهتمامه بأمور المسلمين:
للشيخ حفظه الله اهتمام بالغ بأمور المسلمين في جميع أنحاء العالم، فهو كثير الحزن، والتألم لما يحدث لهم في كثير من البلاد، وهو دائم المتابعةِ لأخبارهم خصوصا وقت الأزمات.
إنتاجه العلمي:
الشيخ باذل نفسه لتعليم العلم، وقد قرئت عليه عشرات الكتب في مختلف الفنون، وقد سجل بعضها، وما لم يسجل أكثر.
وقد صدر للشيخ من المطبوعات شرح الرسالة التدمرية، و جواب في الإيمان ونواقضه، وموقف المسلم من الخلاف، والتعليقات على المخالفات العقدية في فتح الباري لابن حجر، وتوضيح مقاصد العقيدة الواسطية [سيصدر قريبا إن شاء الله].
وفي حياة الشيخ جوانب كثيرة مشرقة أعلم أنه يكره ذكرها، أسأل الله أن يبارك في عمره، و يمد فيه على الطاعة، وينفع المسلمين بعلمه.
¥