ـ[أبو قصي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 06:00 م]ـ
أبا مالك،
أما (وجَدَ) فيجوزُ في العربيةِ أن تكونَ بمعنى (أصبتُ) أو (لقيتُ) فتتعدى إلى مفعولٍ واحدٍ؛ ذكروا هذا.
وأما قولك: (إن الله كان موجودا بالقوة لا بالفعل!! فهذا مخالف لعقيدة المسلمين) فمَن قالَ بهذا؟
وأما قولك: (العبرة بالدليل لا بأقوال الرجال، ولكن هذا عند الاختلاف لا عند الاتفاق) فأينَ الاتفاقُ، ومَن نقلَ عنهم كذلك؟
أما قولك: (إذا كان ثبت عندك أنهم يصفون الله بأنه موجود، فالاحتجاج بالآية حينئذ إما أنه تحصيل حاصل، وإما أنه باطل لأنك لا تقول بلازمه) فالردُّ عليه أني لم أحتجَّ بهذه الآية على أنه يجوزُ وصفُ الله بأنه (موجود)؛ ولكن على أنَّ (موجودًا) مأخوذ يجوزُ أن يكون من (وجَد)!
وأما قولك: ((إن قولي: (وُجِد الله فرع عن وجَد كذا الله) مصادرة)) فالردّ عليه أني لم أردِ الاحتجاج بعينِ دعواي فيكونَ مصادرةً؛ ولكني أردتّ أن أبيّن أن هذا من الأمور المعروفة المتفقِ عليها؛ فهل تخالف في هذا؟ (أنتظر الجوابَ).
ثم إنك لم تجب عن قولي: (وأنا أعترضُ عليه بالسندِ اللّمّي - كما يقولُ المناطقة -؛ فأقول: ولِمَ لا يَكون كذا؟)
أما اعتذاري عن قطعِ الحوارِ فليس مرجعه إلى الضيقِ والحرجِ، ولا إلى غيرِ ذلك؛ ولو كان صدري ضائقًا بأحدٍ لم يكن ضائقًا بكَ يا أبا مالكٍ؛ ولكني رأيتُ أنا نمشي في سبيلينِ مختلِفين، ورأيتني ذكرتُ من الحجج ما أرى أني أديتُ به ما في صدري؛ فخشيت أن يضيعَ الوقتُ في ما لا طائلَ تحتَه. وليس عليَّ أن أحجَّك وألزمَك، ولا عليك مثلُ ذلك؛ إن علينا إلا البلاغُ.
أبو قصي
ـ[أبو قصي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 06:06 م]ـ
أما قولك: إن قولي: (فإذا كان وجده فهو موجود) يقتضي أني أرى أن كلَّ ما كان كذلك يجوز أن يشتقَّ منه صفة لله تعالى، فجوابي عنه أن هذا هو الحقُّ، إلا أن يمنعَ من ذلك مانع؛ إذ المعروف في العربيةِ أن كلّ فعل متعدّ يجوز أن يشتق منه اسم مفعول؛ وإنما امتنع ذلك في حقّ الله ليس لعدَم المقتضي؛ ولكن لوجود المانعِ؛ و (موجود) فيها المقتضي، ولا مانعَ؛ فتبينَ أن إلزامَك في غير محلِّه، لاختلافِ العلتينِ!
أبو قصي
ـ[فيصل]ــــــــ[15 - 09 - 07, 05:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الأخوة الكرام
ينبغي الحذر حين الخوض في المسائل العقدية وينبغي الرجوع للعلماء وما قرروه فهو المتعين لئلا يقع الإنسان فيما لا يحمد عقباه.
القول بأن بالله ((كان موجوداً بالقوة لا بالفعل)) قول باطل وشنيع والأخ القائل لا يقصد المعنى المتبادر من هذه العبارة وهو أن الموجود هو: " المتحقق الثابت الذي ليس بمعدوم ولا منتف" إذ لو قصد هذا لكفر بلا ريب! بل يقصد بهذا -حسب ما أوضح- أن الموجود هو ما وجده الواجد فيلزمه على هذا أنه تعالى في الحقيقة كان موجوداً بالقوة لا بالفعل!!، ولكن ليس هذا ما يقصد أهل السنة حين أطلقوا هذه العبارة في حق الله.
ولندع شيخ الإسلام يبين هذا يقول رحمه الله في الصفدية ص145 - 146 ط أضواء السلف: ((وأما قولهم: يكون الوجود صفة لها، فهذا إنما يقال أن لو كان الوجود مصدر وجد وجوداً أو وجدته وجوداً.
ولا ريب أن لفظ الوجود في اللغة هو مصدر وجود يجد وجوداً كما في قوله تعالى: ((ووجد الله عنده)) ولكن أهل النظر والعلم إذا قالوا: هذا موجود لم يريدوا أن غيره وجوده يجده، ولا يريدون أن غيره جعل له وجوداً قائماً به، بل يريدون به أنه حق ثابت ليس بمعدوم ولا منتف، فإذا قيل: هذا الإنسان موجود لم يكن المراد أن هذا الإنسان قام به وجود يكون صفة لهذا الإنسان، بل قولنا: هذا الإنسان موجود أي ثابت متحقق ليس بمعدوم ولا منتف، وليس وجوده بالخارج قدراً زائداً على حقيقته الموجودة في الخارج ... )) إلخ فليراجع بقية كلامه المهم.
والله الموفق
ـ[الجزائرية]ــــــــ[18 - 09 - 07, 08:55 ص]ـ
مشكورين على التوضيح
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 09 - 07, 11:44 ص]ـ
ولندع شيخ الإسلام يبين هذا يقول رحمه الله في الصفدية ص145 - 146 ط أضواء السلف: ((وأما قولهم: يكون الوجود صفة لها، فهذا إنما يقال أن لو كان الوجود مصدر وجد وجوداً أو وجدته وجوداً.
ولا ريب أن لفظ الوجود في اللغة هو مصدر وجود يجد وجوداً كما في قوله تعالى: ((ووجد الله عنده)) ولكن أهل النظر والعلم إذا قالوا: هذا موجود لم يريدوا أن غيره وجوده يجده، ولا يريدون أن غيره جعل له وجوداً قائماً به، بل يريدون به أنه حق ثابت ليس بمعدوم ولا منتف، فإذا قيل: هذا الإنسان موجود لم يكن المراد أن هذا الإنسان قام به وجود يكون صفة لهذا الإنسان، بل قولنا: هذا الإنسان موجود أي ثابت متحقق ليس بمعدوم ولا منتف، وليس وجوده بالخارج قدراً زائداً على حقيقته الموجودة في الخارج ... ))
هذا الذي ندين لله به