تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان معلم القرآن للصبيان من شبابه إلى اليوم

إلا ما تخلل من سنوات

كان فيها سكرتيا في هيئة الإغاثة العالمية فرع سريلنكا

وعمره الآن ثلاث وستون

أجهد نفسه ليتعلم اللغة العربية وهو يكابد الفقر الذي سيطر على أهله بعدة كتب

مثل النحو الواضح والعربية بالراديو واللغة العربية الميسرة ودروس اللغة العربية

فلم ينجح ممتازا لقلة المرشدين وتخويف السالكين وقد كان شغوفا بها

وأذكر يوما وله خمسون سنة تقريبا ولي عشر سنوات أو قريب منها

خرج من بيتي وهو يأخذ معه كتاب الشيخ علي حسن حفظه الله "علم أصول البدع"

وكان وعده الأخ يحى سلمي -وهو كهل أصلحه الله- بتعليمه أسبوعيا

مضى الأسبوعان وانتهى الفصل كما هو دأبه وديدنه

وانتظر أبي في الأسبوع الثالث ثم الرابع بباب بيته فلم يفتح

رجع إلى البيت كئيبا

ياترى انظر سوء الاختيار وسوء التربية

كيف يختار علم أصول البدع لتعليم اللغة العربية عجبا لأمر الرجل

وحدثني أبي أنه لما كان سكرتيا في هيئة الإغاثة

كان يعلم نفسه اللغة العربية بنفسه

بكتاب كان على مكتب فجاء الشيخ العالم صاحب الكتاب

فقال شبه عاذل "أبحث عن هذا الكتيب أياما" ثم نزعه من يده فجلس أبي حائرا مرتبكا

وإلى اليوم حين أرى أبي يقرأ أجزاء صغيرة باللغة العربية رافعا صوته

يشتد حزني ويعتصرني ويغلبني الغضب على قوم بدل جده بخطل وأثل فقد عاناهما أيما معاناة

وقد أكسبه هذا الجهد والتعب ملكة في تدريس اللغة العربية للصغار

وعلمني الجزء الأول من دروس اللغة العربية وأنا صغير

وأبي يعلم الإنجليزية جيدا فدرست عنده Active English ( خمسة أجزاء)

وعلمني اللغة السنهالية لغة البوذيين وكان مدرسا لهذه اللغة في المدرسة الحكومية في قريتي

ولكن هذه اللغة لم تعجبني مع شدة الحاجة إليه في سريلنكا للتعايش والدعوة

من جميل ما أذكره مما سطر في قلبي

أنه كان للشيخ الطبيب نوبار فاروق رئيس هيئة الإغاثة سابقا حفظه الله

دروس أسبوعية في بيت أحد الإخوان من كتاب "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم" للألباني رحمه الله

ثم من سلسلة الأحاديث الضعيفة

كان له أكثر نصيب في دعوة الناس إلى تمييز الحديث الصحيح من سقيمة

وكان قد أمضى أيامه في عقد دروس أسبوعية مع ماله من الأشغال.

وكان أبي يُحضرني ويَحضر إلى هذه الدروس

وقد سمعت من فيه كل أبواب صفة صلاة النبي والجزء الأول من السلسلة الضعيفة وعمري لم يتجاوز عشرا ومثل هذا الموقف نادر في سريلنكا

أسأل الله أن يجزيه بما يجزي به الصالحين في الدنيا والآخرة

أنا وأخي مرشد

نغسل وجوهنا ونلبس أجمل مالدينا

وأمنا تدهننا وتمشطنا

نمشي آخذين بمشيرتي أبينا

وأبي ينصحنا "لا ينبغي لكم أن ترفعوا أصواتكم"

الدرس يبدأ بعد صلاة المغرب

غالبا نكون حاضرين بعد أذان المغرب

صاحب البيت يضيف الشيخ ومن يجيئ معه مبكرا

وأبي يجتنبها غالبا خوفا لتطفلنا عند الطعام

والصغار لديهم طمع في أكل الحلويات

كثيرا كنت أنا المؤذن والمقيم فالحمد لله الذي شرفني

وفي يوم فجأة سألني الشيخ "ما هو اسم هذا الكتاب؟ "

قلت "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"

ما أحلاه أشرف بالمجلس كرامة لي ولأبي

يقرب إلينا صاحب البيت قبيل العشاء عصيرا حلوا

وأخي ينام كثيرا في الدرس فيكون شغلي في عدم إيقاظه

بالتصادم طمعا في كوبه الذي يوضع أمامه ولكني لم أنجح مرة (ابتسامة)

أفضل القراءة فكان أبي يشتري لي مجلات شهرية وكتب الرواية رسائل قصص

مثل "كُوْكُلَمْ " ,"رانِيْ كامِكْسْ " ,"مُتُّ كامِكْسْ" ,"أَمْبُلِ ماما" , "جُوْنِيَرْ وِهَدَنْ" , "آنَنْدَ وِهَدَنْ" كلها باللغة التاملية وقرأت على أبي روايتين لـ EnidBlyton و .... و ....... و للترقي في اللغة الإنجليزية

قرأت كثيرا من كتب الشعر باللغة التاملية للشاعر الملحد "وَيْرَمُتُّ"

مثل "أنحتك أيها النحات" , "دولة المياه" , "قاصدا إلى القمم" , "خلال شباكي" , "لذا للكل" , " ’أنا‘ إلى هذه اللحظة" , "إن للتامل لونا أيضا" , "في كل نهر سنبوقي" , "مسودتي القديمة"

وللشاعر اللبيب عبد الرحمان مثل "نسج العنكبوت" , "رجال البيضة"

كنت أتابع شعر الشاعر مَامَنْ كَوِيْ (يإمالة الفتحة) في "تِنَمُرَشُ" المجلة الأسبوعية التاملية

وكنت أكتب الشعر الحديث وكان لي به هم غير قليل

وتعودت على كراتيه قليلا وكنت محبا للَّعب ككريكيت وترئست لفئة مستقلة أياما

وأحب جمع المعلومات العامة فآخذ من هنا ومن هنا وأسجل وأرتب كلا في ملفه

كنت أتابع برنامجا أسبوعيا للصغار في التليفزيون

وهذا التليفزيون سيطر على حياتي حتى الرابع عشر من عمري إنه لعدو مبين

هذا البرنامج كان يعجبني كثيرا فلا يفوتني

يكشف هذا البرنامج جهد الصغار وشهامتهم في الابتكار والاكتشاف

وكيف يستعملون التكنولوجية

أرجع إلى البيت أتفكر في اكتشاف أمر ثم أرجع إلى الخلف

أنى لي الاكتشاف!!!!!!!

أعرف كثيرا من الأحداث المتعلقة بهذا الشغف ولكن قلمي لا يحرص على كتابته لأنه بزَلٌ في أموره (ابتسامة)

(سأعود إن شاء الله)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير