تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تقطع قلبي دمعت عياناي حين انتهى من قوله

"هل مات؟ " سألته سؤال مغلوب على أمره

قال "لا ولكن في وشك الموت"

رميت بنفسي إلى البيت

وفتحت باب القفص

فإذا سنجابي عليه أثر الدم

ناديته فإذا هو لا يستطيع فتح عينيها كاملا

كأنها مرحت

كثرت دموعي

أسرعت إلى المطبخ أخذت بعض التوابل فداويته بها

ولكن في المساء أو اليوم التالي مات سنجابي ذلك الحيوان المسكين

أخذته بيدي وذهبت وراء بيتي وحفرت التراب ثم واريته فيه وجعلت له علامة ذهب به الزمن

طال تفكيري فيه

كيف كان حرا في غاباته وكيف كان ينعم بعيشه مع أهله

وكم كان أحلى له بيته الذي بناه والداه

وكم كان حذرا من أن يتخطفه الأعداء

ويعلم الله لم يرق لي نوم طيلة هذا الأسبوع بهذا التفكير

أكون في فراشي أردد النظر إلى القفص الذي فوق الرفوف الخرسانية ويتخيل لي أنه فيه

وأبكي وأبكي أتعار في فراشي ألما

وكان شفائي في عبرات أهريقها

وحين أظن أن رسمه سيدرس من خاطري يشتد بكائي

وربي شاهد على كل ما أقول ولم أبالغ

أصفه لكم كما حدث لي

اللهم ارحمني كما رحمته

ومن روائعها قصة أمعزنا

كان عندنا ثلاثة أمعز

اشتراها أبونا

سمينا أكبره "راجُوْ"

كان إذا ناديناه باسمه التفت إلينا

كان آلف من كلب

ولكن لما دب في بيتنا الفقر اضطر أبونا لبيعه إلى جزار

فباعه فأحزنني أمره

فلما أصبحنا سمعنا صوت معزنا "راجُوْ" أمام بيتنا

تعجبنا لصوته "أُمَّا , أُمَّا , أُمَّا"

كيف هنا وبيت الجزار بعيد عنا

والله "راجُوْ" مسكين جاء مع ولده

فلما رأيته أمام بيتنا بكيت له في قلبي

إنها الحياة أيها الإخوة

رحمة تذبح لرحمة ورحمة ترجى لرحمة

لا يرحمك من لا حاجة له في أن ترحمه

وترحمه لأنك ترجو رحمته

الله أكبر

جاء الجزار في طلب أمعزه إلى بيتنا فنزع قلوبنا فأخذها

أليس من العجيب نأخذ الفائدة ونحزن على الفائتة

تذكرني كل هذه الذكريات الحيوانية-لا أقول إنسانية-

كتاب الإمام أببي بكر محمد بن خلف "فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب"

وقد ذكر الإمام الدميري هذا الكتاب في كتابه "حياة الحيوانات الكبرى"

وقد بلغ حبي بالحيوانات المسكينة أن جمعت من السنن الأربعة كل حديث يتحدث عن الحيوانات

فسميته "الجمع والترتيب لما في صحاح سنن الأربعة من الأحاديث في البغال والضفادع والدجاج والأرانيب"

(يشتمل على 192 حديث في الدواب1)

ولما زرت مكة شهر ماي في هذه السنة الجارية للعمرة

طلبت من الشيخ زياد السريلنكي المضياف حفظه الله- وقد مكثنا في بيته ثلاثة عشر يوما-

أن يأخذنا إلى أعطان الإبل التي في البادية فكانت فيها قصص رائعة سأحدثكم عنها في إبان التحدث عنها إن شاء الله

واشتريت بمكة من مكتبة إسلامية كتابين.

الأول منهما "عالج نفسك بألبان الإبل" لرزق عبد العزيز أبي الفتوح

والآخر "معجزات الشفاء بألبان الإبل" للكتور أيمن الحسيني

أقرأ كثيرا عن الحيوانات

وفي ذلك فوائد كثيرة

أذكر من فوائدها ......

كنت أرجع من المسجد الجامع الكبير بقريتي بعد قضاء صلاة يوم الجمعة إلى البيت

بعد خطوات قليلة رأيت أمام دار بجانب الطريق حشدا من الناس ينظرون إلى شيء معجبين

فالتحقت بهم لأنظر ماذا هو

فإذا هو حيوان من الزواحف الكبيرة أكبر من الضب كثيرا فعرفته

وعرفت أن كثيرا منهم لا يعلمون عن هذا الحيوان المسكين شيئا

ولكنهم خافوا منه لكبر حجمه وهم لا يعلمون أنه مسكين

لا يأكل إلا الذرة والنمال

يقال له نضناض (قنفذ النمل)

كدت أن أطير فرحا بمعرفتي إياه فأردت أن أفشي سره

ولكني سكت!!!!!!!!! (وسأعود إن شاء الله)

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[16 - 07 - 09, 11:08 ص]ـ

فلنعد إلى حديثنا لنستمر على وتيرة

وكانت دارنا حينها ملتفة بالأشجار الخضرة

من شجر المنجا اثنان ومن شجر الجاكية اثنان ومن شجر الرمان اثنان أمام الدار

واثنان من شجر النارجيل والكثير من شجر القهوة بجانب الدار اليسار

أما النالة التي وراء الدار فكانت فيها شجر الليمون وأشجار الموز

شجر الجوافة (يشبه الكمثرى وليس بالكمثرى)

شجر الكري (من التوابل)

شجر الببو

شجر مُرُنْجَكَّا

الحمد لله هذه الأشجار أنبتها الله على يد أبي

فكانت الدار وسط هذه الجنة

ولكن ما كنا نعده جنة ولا نعمة من الله لمبلغ علمنا وصغرسننا

وهناك أحداث طريفة كثيرة غير التي ذكرتها

ولكني آثرت السابقة لشدة تأثري بها

مضت أيام وشهور وسنون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير