السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخوي إسلام وجهاد. أخي جهاد هل تذكر يوما كنا نجادل فأكثرنا من الجدال في تسميك "بجهاد سلفي" في ياهو ماسنجر (ابتسامة) حتى اليوم تلك الدرشة محتفظة عندي.و لعلك هو وبارك الله فيك يا أخي. و يا أخي إسلام خذ مني ابتسامة سرنديبية وأشكر إخوتي المتابعين الذين لا أعلمهم والله يعلمهم
فلتكن عبرة لمن يتهاون بنصيحة الوالدين
فلا تقولوا لي "وفعلت فعلتك التي فعلت"
فأقول لكم كما قال موسى لفرعون
"قال فعلتها إذا وأنا من الضالين "
وإني كلما أسمع إلى قراءة سورة
"ألم نشرح لك صدرك .... " و"والضحى والليل إذا سجى ........ وللآخرة خير لك من الأولى ..... "
أبكي في قلبي إن كنت بين الناس
أبكي بعيني إن كنت وحيدا
ما أحلاها وجل من أوحاها
كانت المدرسة الرسمية التي نحن ندرس بها لكلا الجنسين
ولكن المدرسة مسلمة في اسمها
كنت أدرس في الصف التاسع
ولما كانت المدرسة مختلطة
كان لأكثر الطلاب الشباب علاقات بالطالبات
ويحبها أحدهم بقلبه وقد يخبرها وقد لا يخبرها
فإذا أخبرها قد تحبه وقد لا تحبه
ولكن لا يتجاوز هذا العشق الشيطاني عن نظرات ورسالات
وليست هناك لقاءات فإذا كانت ففي وقت الفسحة في المدرسة
وذلك عشر دقائق
وهذا العشق الأعمى يبدأ بنظرات وتنتهي بنظرات
ونزر يسير أوصلهم حبهم إلى الزواج
فأوقع في قلبي هذا العشق الشيطاني بنتا
كنت أحبها كثيرا ولم تحبني
إلا بنظرات ترميها إلي كالشرر
ولكني بجنوني أحسبها من الدرر
وفي يوم وقع في خاطري خطرة التصوير الآلي
فجئت إلى المدرسة مصبحا وفي حقيبتي المصور الآلي (فانظروا يا إخوتي كيف لعب بي الشيطان حتى يضلني فيخزيني)
فأخرجته وأخذته بيدي
وكانت هي في فصلها مع زميلاتها فصورتها من فصلي من حيث لا تدري
فلما وقعت في أذنها صوت التقاط التصوير الآلي التفتت إلي فرأتني
فذهبت إلى مُدرسة فشكتني
فكانت نهاية يومي من الدراسة
طُردْتُ من المدرسة بقرار من إدارة المدرسة
فخرجت منها
ما أقول لوالدي إذا سألني لماذا جئت مبكرا
ما يكون وراء جوابي إذا أصدقته
مع ما هو فيه من أحزان وهموم
جننت
فلما دخلت من باب الدكان مسرعا إلى الدار
فإذا أبي جالس على الكرسي
فارتعدت فرائصي
فسألني وكان صوته عاليا شديدا كالرعد
"ما الذي حدث في المدرسة؟ "
ما أسرع ما وصله الخبر
وتيقنت أنه عرف الحادثة
قلت "لا شيئ" فلم أنته من الجواب
إلا وقد وقعت علي بعض الضربات
فقال "أ تريد أن تخزيني؟ اخرج من هنا يا خاسئ"
خرجت من عنده
ودخلت البيت ودخلت غرفتي وأغلقت علي الباب
سقطت على سريري ودفنت وجهي في وسادتي فانفجرت عيناي بكاء
إخزاء وطرد وضرب ملأت فؤادي آلاما
بكيت وبكيت وبكيت حتى لم يرقأ لي دمع
ولم يكلمني أبي بعد هذا اليوم إلى حين ولا أواجهه
فانتشر الخبر بين الناس فجعلوا ينهشون لحمي
فاستحييت من الخروج وإن كان ففي الليل أو بكرة
نعم أنا عصيت نعم أنا عصيت
ولكن ......... أليست لي فرصة للتوبة .. ألست عبدا لله أعصيه وأتوب إليه فيغفر لي
فهل إن عصيت أهدم كل ما بنيته من أهداف وهمم في قلبي وقيم
تمنيت كل هذه منهم ولكن الله هو الله والإنسان هو إنسان
روي أن أحد الصالحين كان يسير في بعض الطرقات:-
فرأى باباً قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه، ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكراً فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ولا من يؤويه غير والدته، فرجع مكسور القلب حزيناً فوجد الباب مغلقاً فتوسده ووضع خده على عتبة الباب،ونام ودموعه على خديه، فخرجت أمه بعد حين، فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه والتزمته تقبله وتبكي، وتقول: يا ولدي أين ذهبت عني ومن يؤويك سواي، ألم أقل لك لا تخالفني ولا تحملني على عقوبتك بخلاف ما جبلني الله عليه من الرحمة بك والشفقة عليك ثم أخذته ودخلت!!
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أرحم بعباده من هذه بولدها) رواه مسلم
وهذا خطأ سجل في تاريخ الكبار في تعاملهم مع الصغار
ومضى بعض الأيام
وفي يوم ناداني والدي فجأة وسألني يرفع صوته
"تريد أن تستمر في الدراسة أم تريد العمل؟ "
ما أحلاه من سؤال
قلت "أريد الدراسة"
ما كنت أريد أن أفضل أي شيئ على تحصيل العلم في أي لحظة
أخذ الجواب ودخل الدكان
في ذلك اليوم ذهب والدي إلى المدرسة
¥