تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فكلامك يلجُ الآذان، بلا استئذان.

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[19 - 07 - 09, 09:46 م]ـ

أخي إسلام وأبا البراء جزاكم الله خيرا لوقوفكم ثم لمروركم وبارك الله فيكم وأخي جهاد أي كلام هذا (ابتسامة بريئة) كم يحتاج قلبي إلى تهانيكم ولكن صاحبه لا يستحقها جئتم بسلم ليس لي ولكني أحوج إليه سأجتهد في ترقيه وبارك الله فيكم وأثلجكم الله

وكان الطلاب يدخلون غرفة المقابلة واحدا بعد واحد (فيما أذكر)

فجاءت نوبتي فدخلت

رأيت هناك بعض الأساتذة وأشاروا إلى كرسي كان أمامي أن أجلس فجلست

فإذا أنا أمام رجل نحيل الجسم متوسط اللون طلق الوجه وعلى رأسه كوفية بيضاء

وكان رجلا لينا في خلقه وخلقه

هو الأستاذ سكرتي جماعة أنصار السنة المحمدية وسكرتي المعهد

خليل الرحمن حفظه الله

سلمت عليهم وكان يعرف أبي جيدا بسابقيته السكرتية في هيئة الإغاثة

وسألني عن أشياء إن تبد لكم لا تسؤكم ولكني نسيتها

وما أذكره أذكره هنا

كنت عزمت على أن أصدقه في كل مايسألني

فكانت بداية خير

وقد سألني "هل تنظر إلى الروايات السينمائية؟ "

قلت نعم ولكن بعد هذا اليوم لا إن شاء الله

كم كان صعبا علي حين قلت ذلك

ولكن الله حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا

وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان

كم هو سهل لي اليوم

فإن السينما أفسد على الشباب من المخدرات القاتلة

–قبح الله المفسدين-

وسألني ما عندك من العلم؟

قلت أكتب الشعر الحديث

قال هات واحدا مما كتبت

فقلت مع خجل شعرا ما كنت كتبته من قبل

ولكني كنت أتفكر في كتابته

لقد كان سهلا علي بلغتي

وصار صعبا علي حين صيرته إلى اللغة العربي

لالصعوبتها بل لطفولتي بعهدها

والشعر الذي قلته باللغة التاملية معناه قريب

مما يلي:-

وثم لا يشغلنك ما تلقاه غدا

ولا تكن في شغل ماضاق أبدا

ولا تمزن لما سيجري فيك غدا

ولاتنفس صعداء لماضيك سدى

وحسن كل يوم بما فيهنْ ما بدا

يأتيك سر بسرور ما تيك سرمدا

قد ضاق علي أن أسوق كلماته بكل مضمونها لقلة باعي

أظن أن الأستاذ خليل الرحمن فرح بي

ودعا أبي إلى الغرفة

فقال إن ابنك سينجح ممتازا ولكنه قد درس في مدرسته الرسمية إلى الصف التاسع

وقد فاز للصف العاشر

ولكن منهجنا التعليمي يبدأ من الصف الثامن

(لأن منهج المعهد حاو لمقررات المدرسة الرسمية والمقررات الدينية)

فانظر ماذا ترى؟

مايدريه أنا كنا مجبورين لا خيار لنا

فقال أبي لا بأس ليبدأ ابني من الصف الثامن

ثم شكرناهم وسلمنا عليهم وخرجنا

رأيت في وجه أبي إيمانا و سرورا

فداخلني نشاط ونجدة

فكان شبه أول خطة للسلام مع أبي

وصاحبني سرور واختلطت حبرتي بعبرتي طيلة سفري إلى البيت

وانبسط أبي في الكلام إلى أصحاب السفر

حمدت الله و عزمت للمضي في سبيل الله

دعوت الله مرارا أن يزيدني من العلم ويثبتني في دينه

وصلنا إلى البيت وانقضت بعض الأيام بطلوعها وغروبها

ولم يصل إلينا أي خبر من المعهد

حسبناه شبه رفض عن القبول

مضى شهر بأكمله بدون خبر

وفي يوم ذهبت إلى الشيخ أشرف -عافاه الله-سدى

كان له علاقة وتيدة بالمعهد ففاجئني بخبر حزين

أنه لم يسجل قبول لأحد من الطلاب من قريتنا إلا واحدا رقمه 36 (أظنه)

فقلت له لعله رقمي.فقال "أنا متأكد هذا رقمك لأنه لم تصل أي إخبار إلى أحد ممن شارك في المقابلة "

فقلت "حتى لي" فقال "لعله أرسل ولكنه لم يصل إليك"

فقال "هل أنت مستعد للسفر؟ وهل جهزت كل شيئ؟ "

قلت "متى يكون تسجيل الدخول؟ "

فقال "سبحان الله غدا" قلت "غدا الله أكبر"

أجهشت بالبكاء ولكني ملكت نفسي و تكلفت بالابتسامة له وخرجت منه

قصدت بيتي والشمس في وشك الغروب

وفي نفسي تردد لأن أبي قد خرج في حاجته إلى قرية بعيدة عنا

وقد وعدنا بأنه سيرجع مساء الغد إن شاء الله

و لا بد لي من توديع أهلي وأقربائي قبل الفجر لأن أكون في مكتب المعهد قبل الساعة العاشرة صباحا

يا إخواني إنه كان من العادة الواجبة إعداد الطالب الذي سيمكث في السكن أياما

وتوفير مايحتاجه من أمتعة وألبسة ودفاتر وكتب مدرسية

و وسائد وبطانية وأوراق الشهادات والنفقة ورسم الدخول

صدق أو لا تصدق.

ما كان عندنا شيئ من هذه جاهزة

ولا يملك أبي قوت أهله فكيف يبتغي هذه كلها

ورسم الدخول 3000 روبية (أظنه)

وأنى له هذا المبلغ الذي يكفي قوت أهله لخمسة أيام إلا أن يشاء الله

وحتى ما كان عند أمي روبية ولا فلس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير