تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دخلت المكتب وسلمت على الأستاذ خليل الرحمن

فأجابني بوجه باسم فأثلج صدري

أخبرته حالي بكلمات يسيرة ولم ينتظر حتى أنتهي

"قال لا بأس ,عليك بكلها في الأيام الآتية"

شكرته وخرجت من عنده

وجزاه الله خير الجزاء ولا أنساه له أبدا

وودعت ابن عمي وأنا مكتظ بالدموع والآلام

وانتهى كل شيئ فاللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا

وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا

دخلت المعهد

كان المعهد في وسط فناء واسع

و المعهد يحوي ثلاثة مباني لاثنين منها طابقان

وهما سكن الطلاب و المدرسة

والمبنى الثالث للمطبخ والمطعم وسقف بخرسانية مسلحة

ليبنى فوقها طابق ثان ولكن لم يبن فوقها إلا علية للأستاذ

وقد بني مبنى رابع ذو طابقين بعد سنوات من التحاقي

الطابق الأرضي للصلاة والطابق العلوي لم يبن وقت دراستي من المدرسة

وقد سمعت أنه بني ونقلت المكتبة إليها

تلك المكتبة التي عشت فيها ولي فيها أحداث طريفة

سأذكرها في قصتي هذه

وقد كتبت فيها مقالة خاصة سميتها

"المجالس العلية من مكتبة دار التوحيد السلفية"

وحول المعهد مناظر خلابة

حقول خضرة وجبال عالية ماشاء الله

بعد هذة التوطئة عن المعهد

أسير في مسيري

لما دخلت المعهد أخذتني غربة

وجوه لا أعرفها وابتسامات لا أعرف أثمانها ولا خباياها

ما كلمت أحدا إلا سلاما سلاما

ذهبت إلى سريري الذي أعد لي

وضعت بجانبه كل أمتعتي المتواضعة

نظرت إلى حشية السرير وكان حشوه من ليف النارجيل

تلك هي حشية السرير في مدارس إسلامية لفوائد عديدة

ولكن كثير من طلبة العلم لا يدركونها لأسباب كثيرة

ولكن هذه الحشية لا بد لها من ملاءة وإلا فلا يرتاح النائم في سريره

ما كان لدي ملاءة لأرتاح في النوم ولا أثواب جديدة لأتجمل

ولم يكن أنيس لي ولا جليس

ضاقت بي الأرض

تغيرت الأحوال

كان يوما شاقا فلما كانت الليلة لم أستطع النوم

جاءت وجه أمي الباكية في أعيني

ووجوه إخوتي الضاحكة في ذاكرتي

وأخذتني أبابة وحنين إلى قريتي

وما كانت تحتي ملاءة وما كانت فوقي بطانية

وكثير من إخوتي الطلاب غارقون في النوم

كنت أسمع نفخهم إلا من كان حالهم مثل حالي

فجعلت أنظر إليهم وأتخيلهم إخوتي وأبكي

ما أحزن ذلك اليوم

أمواج دجج بلا تموج مكثت معي تحمل أحزاني تظل في بحري

ودرر دموع أولدت بعيني غربا بذكريات سجلت في خواطري

فلا راحة في ليال إذا لم تنوم أطفلا في حجرها عن الدواهي

فسبحان الذي جعل الليل لباسا والنوم سباتا ولم يجعل للنوم أوقاتا

استيقظنا لأذان الفجر وشهدنا قرآنه

ورجعت إلى سريري

دارت في قلبي تساؤلات كثيرة

هل يجيئ أبي اليوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وحينما كنت أتقلب في السرير حزنا

فإذا هو أبي بالباب يدخل مبتسما مهللا

الله أكبر والحمد لله حمدت الله في قلبي

جلس أبي في سريري وسلم علي وانبسط إلي في الكلام

كأنما أتكلم إلى صديق لي ونصحني وحثني على طلب العلم

فأعطاني ما كان في يده من أمتعة استطاع إليها ذلك اليوم

فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

ودعت أبي وأنا أبكي في قلبي لأنه آخر عهد به حتى العطلة المقبلة

رجعت إلى سريري وفي تلك الأيام لم يحل لي طعام ولا شراب ولا نوم

مرت بعض الأيام هكذا بلا عنب

فتحت صفحة جديدة في حياتي

جعلت الهمم تعلو في خاطري

انبجست منها شرر في قلبي

وانفجرت مني ثورات قادتني نحو التقدم

فجعلت في الليالي الحالكة أتقلب في سجودي وأقول"رب زدني علما"

"اللهم إني أسألك علما نافعا" هذه هي الأدعية التي أكثرت منها

ولعل ربي قبل مني فجعلت أتقدم

ذهبنا إلى الفصل الأول ونحن غرباء

أول يوم دراسي في معهدي

كأني أصَّعَّد في السماء من قلقي

جلست على كرسيي

وجلس بجانبي غريب لي

ففاجئنا الأستاذ خليل الرحمن بمجيئه

فقال السلام عليكم

قلنا وعليكم السلام ونحن جلوس

هذا غير ما عهدناه في مدارسنا الرسمية

والذي هناك

نقوم لأساتذتنا ونسلم عليهم ثم نجلس

كأن هؤلاء ملائكة الرحمن

تنبجس مني كلمات لأصفهم بها

لما يريدون من تلاميذهم من تبجيل وتوقير بإجبار

ويريدون ما كره النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه

أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا

جلس الأستاذ على كرسيه.

بشاشة وجهه فجرت في قلبي ينابيع الإيناس

واستفسرنا عن أحوالنا

ثم سأل عن درجة كل واحد منا في المقابلة الشخصية التي جرت

سأل "من الأخير" فقام طالب فقال "أنا"

ثم سأل من في التاسعة والثلاثين ... هكذا إلى أن يصل إلى الدرجة الثانية

فقام طالب فقال "أنا" ثم جلس

ثم سأل "من في الدرجة الأولى؟ " (سأعود إن شاء الله)

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[20 - 07 - 09, 08:20 م]ـ

جزاك الله خيراً

والله أعلم ـ فقد وقع في كلامك بعض الأخطاء اليسير ة ـ مثل كلمة علاقة وتيدة تكتب وطيدة

وكلمة شييء تكتب شيء

وغريب لي أحسبها غريب عني

وغير ذلك

منتظرك شيخ مجاهد بشغف

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[21 - 07 - 09, 12:30 ص]ـ

أخي إسلام جزاكم الله خيرا والأخطاء التي أشرتم إليها فما كانت منها في كتابتي الإملائية فتلك واردة لعجلتي -ولكنها لا تُبَرَّر- وما كانت منها من ناحية النحو فواجب عليكم التنبيه على تلكم الأخطاء.أما كلمة "وتيدة" فإن استعمالها شائع ولعلك تجد مثل هذه العبارات في الكتب والمواقع الإسلامية وغير الإسلامية "علاقة وتيدة","وتيدة الغصون","فلسفتها وتيدة","خطى وتيدة"ولا أنكر أن استعمال "الوطيدة" وصفا أفصح وأشهر الله أعلم. وأما "غريب لي "وشأنها كشأن أختها وإني لا أنكر أن ما أفصحته أشهر. ولكن السياق ينفرها ولذلك عبرت بها فانظر يا أخي فإن الإمام ابن الأثير يستعملها مستعملي في سياق له مثل سياقي في كتابه (المثل الثائر) "فيجيء الولد ضاوياً: أي هزيلاً وهذا معنى غريب لي استخرجته من الحديث النبوي." ويقول شاعر معاصر " أنا رجلٌ غريبٌ لي نهدان من المطر" الله أعلم ورحمك الله يا أخي وبارك فيك وأستزيد منك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير