ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 08:39 ص]ـ
يا له من سرد شائق عجيب!
لمسة الأديب للقلم! أنا معك أخي مجاهدا من البداية إلى "لعلي أعود" فنبقى نرجو رجاء لعل!
فتح الله عليك في الدارين، وجمعنا بك في الفردوس الأعلى.
أكمل أكمل الله أيامك بالأفراح، وجنبك المولى كل الأتراح.
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[31 - 07 - 09, 08:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخي أحمد عيسى وإسلام وعلي الغزاوي
أخي إسلام سألتني لمه "رأيت موضوعا لك في كرة القدم في ملتقانا"
و يا أخي الغزاوي أشكركم على قراءة قصة هذا المجهول
سلمت على كل واحد يعرفني
فكانوا يكرمونني بسلامهم
كأنهم نسوا كل ما جرت لي من الأحداث
وكأنهم يستقبلونني لأول مرة في حياتي
فسبحان الله الذي يحول بين المرء وقلبه
رجائي الأول كان على ما يرام
القلب يسبقني والشوق يسبقه وأمشي أحملهما إلى داري
فوقفت بالباب فسلمت عليهم
وحين رأوني أروني ما رجوته منهم
أنار كل ناحية من داري بارتعاص أسنانهم
ارتفعت أصوات إخوتي "أخونا مجاهد قد جاء"
حملت أخوي الزغلولين "عبد الرحمن" و "مسعود" واحدا بعد واحد
والله إني أحبهما كثيرا
وأعطيتهما ما اشتريت لهما
ومن أفرح الأرواح بقدومي روح أمي
وفرحت فرحا وكأنها ولدتني حينها
بعد قليل من الأيام تجعم قلبي واشتاق إلى معهدي
مضت أيام العطلة بدأ سفري
ولكن ....
هذا الفراق ما كان يؤلمني كثيرا وما خاط قلبي إلا يسيرا
ولعله طمع الارتواء لأني لم أجد لظمأي في الدار إلا الماء
وصلت إلى المعهد
وتعلمت اللغة العربية والنحو جيدا
ودائما تريد نفسي مني إذا جلست بالمكتبة لتعلم اللغة والنحو
أن أبحث عن تاريخه ومرسي دعائمه
ولكن ما استطعت إلى معرفته إلا بعد انفصالي عن المعهد
ومع هذا فقد عرفت شيئا
عرفت عما جرى بين ثعلب والمبرد من كلام وانتقاد مما اقتضبه المبرد
وهذا "المقتضب" كان بحجم فتح الباري أخضر اللون ولعله يقع في ثلاثة أجزاء. وقرأت رسالة للكسائي (أظن أنها له والله أعلم) عن استعمال "كلا"
وأحب أجزاء كتاب "القراءة" (أظن أن اسمه هكذا)
وأظن أنها من مقررات المملكة
وفي جزء من هذا الكتاب ..
تلميذ صغير ولعله لم يشب إلى اليوم
يستيقظ صباحا
وأذكر أن لباسه كان أزرق اللون ويستاك ويصلي ويفطر ويذهب إلى المدرسة مبكرا
وأظن أنه يذهب للصيد مساء وهو تلميذ نشيط
وقد صورت في الكتاب أعماله اليومية وقد أثرت في نفسي أحواله
وإني أبحث عن زميلي هذا ولا أدري أين ذهب
وهذا الكتاب كان أبي يقرؤنيه في صغري
فلما رأيت هذه الأجزاء في مكتبتنا اشتقت إليها فأخذت منها جزءا
بحثت ذلك التلميذ النشيط فلم أره لأن الجزء الذي أخذته للمرحلة الثانوية
كان فيه هكذا "نصوص أدبية"
وبعض العبارات من هذا الكتاب لم تختف آثارها إلى اليوم
"الأغصان تتمايل ..... والأشجار تورق .... والأزهار تزهر"
أظن أن هذه العبارات في الكتاب تصف فصل الربيع
وفيه مسرحية
وحين أسطر هذا كأني أرى كتابي ذاك وأتصفحه وأرى بعض أوراقه
ولكن لا تظهر لي أكثرها إلا بيضاء ولكني أجندره من ذاكرتي
وآخذ كتاب "نهج البلاغة" من الرف مرات ولكني لم أقرأه
ولا أستطيع فهمه حينها إلا يسيرا لأني تلميذ في الصف الثاني
أول سؤال نحوي وجهته إلى أستاذي
هل"ترونها" في الآية التالية نعت لعمد أم هي جملة مستأنفة
" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا"؟
واستمر هذا الحال إلى أن صرف الله همتي إلى علم الحديث
وقد فزت في الامتحان النصفي والنهائي بالدرجة الأولى
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ولكن ...............
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
فالسجين لا يرتاح إلا يسيرا
فكذلك المؤمن
لقد وصل إلي خبر
أن أبي قد فتح دكانا بما بقي من المال الذي كان عنده بعد بيع البيت
ثم بعد شهرين وصل إلي خبر آخر
أنه قد خسر الدكان بمشاجرة وقعت بينه وبين صاحب الدكان
ثم وصل إلي خبر أن صاحب الدر استعجلهم بإخلاء داره
فبحث أبي عن دار تقي أهله من الحر وتمنعهم عن التبلل بالمطر
ولكن فشل كل محاولاته فاستأجل صاحب الدار فأجل استعجاله إلى أسبوع
ولكن بدون جدوى
فجاء اليوم الأخير وكان يجاور دارنا رجل بوذي فقير
وداره كانت قد بنيت بخوص النارجيل ولم يكن في بيته كهرباء
ثم هؤلا ترك هذا الخص ولم يسكنوه فصار خربا
وصاحبه كان مدمن الخمر ولا يضع عصاه عن عاته
¥