ومع ذلك كان لينا في خلقه مع الآخرين
فلما رأى حال أبينا وأهلنا رق قلبه
فقال ابتن دارا في فنائنا فادفع لنا ثلاثمائة شهريا أجرة
ولم يكن لأبي خيار فيما قال هذا الجار البوذي فقبل منه
فابتنى خصا على عجلة بخوص النارجيل وكنباره
بعد أن جمع .................. الحمد لله على كل حال
وهذا البيت الذي ابتناه أبي وإخوتي ومن شاركهم
ليس فيه غرف وإنما كان في موسط البيت سد بخوص النارجيل لستر المطبخ
وكان بلاطنا تربة الأرض وما كان في وسع أبي شراء الإسمنت لتسوية الأرض
ولم يكن في البيت كهرباء
حدثني أهلي حينما ذهبت إلى بيتي للعطلة
عن أول يوم في هذا البيت
لما كان هذا المكان غير مسكون منذ أشهر
كثرت فيه النمال وقراها
وأكثرها كان من الحو
وقد بقيت هناك نمال بعد تسويتها
ولما ذهبوا للنوم بدأت هجومها
ومع هذا كانت الأرض مبتلة بالمطر وكانت شبه موحل
وكان أخواي الصغيران يتقلبان في الفراش بغير نوم ويئنان
فلا تسأل يا أخي عن الآلام والدموع
إني لأتعجب كل العجب كيف سكن النبي بيتا
أصغر من هذا أفقر من هذا أسوأ من هذا
ومع ذلك يقول حين أهدت أنصارية إلى عائشة فراشا
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه
" رديه يا عائشة فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة"
سبحان الذي جعل قلبه غنيا وجعل قلوب كثير من الأغنياء البخلاء فقيرة
فلما أصبحنا سألت زوجة صاحب الدار التي انتقلنا منها عن أختي
فقالت أمي" هي في بيت خالها لأن البيت مبتل .... " فأحزنتها هذه الحالة
وبعد سويعة جاء إلينا زوجها وسلم إلينا مفتاح بيته فقال
"اسكن في بيتنا حتى تنتهي من تسوية الأرض بالإسمنت"
فجزاه الله خير الجزاء
ولكن بعد أسبوع من الرحمن على أبي بشيء من المال فجعل أرض الدار بالإسمنت
فارتاحوا فشكروا الله
وهذه الدار كانت مأوانا سنتين
وقد ملأ الله هذه الدار بنعمه وأظهر لنا من مننه وسننه
مع ما وقعت من أحداث أليمة عرضها ودموع غزيرة في أرضها
وكانت هذه التجربة أبقت في قلبي عبرا كثيرا
وشعورا بأمم تنتظر بنيسب النمال لتحصل على زبالتها
تسد بها جوعا جعل بطون رجالها ونسائها و أطفالها تقرقر
وعيونهم تذرف وقلوبهم تموت ألما وتشنجا
والله شهيد على كل ما أقول وحسبي الله ونعم الوكيل
(لسوف أعود إن شاء الله)
ـ[أم شمس الدين بكر]ــــــــ[01 - 08 - 09, 12:22 ص]ـ
((وشعورا بأمم تنتظر بنيسب النمال لتحصل على زبالتها))
لم أفهمها .. !
واصل السرد المبارك
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[01 - 08 - 09, 03:24 ص]ـ
سألتني لمه "رأيت موضوعا لك في كرة القدم في ملتقانا"
بارك الله فيك يا شيخ مجاهد ,,, نعم ,,, هنا في مصر الكرة عند كثير من شرائح المجتمع مثل إدمان الخمر عند السكّير ,,, فعافانا الله وإياك من ذلك
ولكن ما استطعت إلى معرفته إلا بعد انفصالي عن المعهد
ومع هذا فقد عرفت شيئا
أنا مستغرب ,,, كيف تُفصل من المعهد؟؟؟ طيب واصل أخي لأني في شوق للمعرفة:)
وأذكر أن لباسه كان أزرق اللون ويستاك ويصلي ويفطر ويذهب إلى المدرسة مبكرا
وأظن أنه يذهب للصيد مساء وهو تلميذ نشيط
وقد صورت في الكتاب أعماله اليومية وقد أثرت في نفسي أحواله
وإني أبحث عن زميلي هذا ولا أدري أين ذهب
خسارة كبيرة أن تفقد مثل هذا الزميل , أليس كذلك؟
فجاء اليوم الأخير وكان يجاور دارنا رجل بوذي فقير
وداره كانت قد بنيت بخوص النارجيل ولم يكن في بيته كهرباء
ثم هؤلا ترك هذا الخص ولم يسكنوه فصار خربا
وصاحبه كان مدمن الخمر ولا يضع عصاه عن عاته
ومع ذلك كان لينا في خلقه مع الآخرين
فلما رأى حال أبينا وأهلنا رق قلبه
فقال ابتن دارا في فنائنا فادفع لنا ثلاثمائة شهريا أجرة
ولم يكن لأبي خيار فيما قال هذا الجار البوذي فقبل منه
فابتنى خصا على عجلة بخوص النارجيل وكنباره
سبحان الله ,,, طيب ولم لم تؤثروا على هذا الرجل ليدخل في الإسلام؟
وبعد سويعة جاء إلينا زوجها وسلم إلينا مفتاح بيته فقال
"اسكن في بيتنا حتى تنتهي من تسوية الأرض بالإسمنت"
فجزاه الله خير الجزاء
فعلاً جزاه الله خيراً لازال في الناس الخير
متابع بشغف >>>
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[01 - 08 - 09, 10:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا للجميع.
أختي أم شمس الدين بارك الله فيك قرأت بمجلة الفرقان وأنا في المعهد في الفصل الثالث أو الرابع أن هيئة الإغاثة الإسلامي العالمية اسفسرت بعض الأسر الفقيرة بل أفقر الأسر في بلد من إفريقا عن الذي يعيشهم إذا لم يجدوا طعاما.فأخبرت تلك الأسر رجال الهيئة "إنا إذا أصابنا جوع لا نستطيع الصبر عليه ولم نحصل على طعمة في الأرض نبحث في قرى النمل ونأخذ طعامه ونجعله ككرة ونضعها على ألسنتنا ونمتصها.وهذا الذي يعشنا في مثل تلك الأهوال" فسبحان الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف والله حين قرأت قصة هذه الأسر لم أملك نفسي.كم من طعام وشراب بألوانها وأنواعها ابتلعناها فهل حمدنا الله تعالى عليها وشكرنا له.
فهذا الذي عبرت عنه بتلك الجملة
النيسب:- طريق النمل
الزبالة أو الزبال:- ما تحمله النملة بفيها
هل وضحت لكم؟
ويا أخي إسلام بارك الله فيك نعم يا أخي سؤالك " سبحان الله ,,, طيب ولم لم تؤثروا على هذا الرجل ليدخل في الإسلام؟ " سؤال مهم أخطأنا في الأمر أنا ما كنت أتفكر فيه حتى كتبت يا أخي فأستغفر الله نحن لا ندري أين هؤلاء اليوم.
وبارك الله في الجميع
¥