ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 11:19 ص]ـ
فهل تأذنون لي؟
و كيف لا؟!!
نحن ننتظر تفاصيل هذه الدمعة في سرنديب بشغف، فحيهلا أقبلن علينا، و أرخ العنان لقلمك لعلنا نستفيد فائدة، أو تعمل فينا موعظة.
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[03 - 08 - 09, 04:04 م]ـ
وجزى الله خيرا للمشرفين لتثبيت موضوعي و ثبتنا الله في كل أمور تقربنا من الجنة وأبعدنا الله من كل أعمال تبعدنا عنها
أخي علي الغزاوي جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
صورة مكتبة المعهد ما زالت حية في قلبي
وقد غيرت اليوم إلى منظر لم تقدر لمقلتي أن تنظر إليها إلى الآن
تلك الرفوف التي يعانق فيها كتاب البخاري كتاب صاحبه وكتاب ابن باز كتاب ابن عثيمين وتتعازى بعضها بعضا من غربة هذا الزمان
وقلة القاصدين إليها و من نوايا القارئين وانتقاد المحدَثين
جهود أئمة أفنوا أعمارهم تتألم في تلك الرفوف من خطوط تكتب ضدها وتقول ليتنا حية
والله يا إخوتي الأحباء لم تكن جولتي في المكتبة لمجرد قراءة
كنت أقبل الكتب وأقطر عليها الدموع
كأني أقول لهم ربوني و علموني الإخلاص
علموني الصبر علموني لماذا تعلمتم؟
كيف كتبتم كثيرا وعملتم كثيرا؟
انظرو إلى هذا المسكين قد علم قليلا وعمل قليلا ولكن تكلم كثيرا!!!!
وتكلمتُ كثيرا عن الإخلاص في العمل بلا إخلاص
وحين أنتهي من قراءة كتاب للإمام يجيؤني الشيطان ويقول:
"قرأت يا مجاهد ولكن هناك بعض الأخطاء "كيف خفيت هذه على هذا الإمام"
ولعلك قرأت ما لم يقرأ سجل تلك الأخطاء واكتب ردا عليه وسجع في عنوانه"
ولا أرد على وساوس الشيطان ولكني أبكي في ناحية من المكتبة
"أللهم آتني فرصة لثني الركب أمام جبل من العلم لا لأبلغه ولكن لأمسك بحبله"
وأتألم كلما يتألم الإمام الألباني رحمه الله من كثرة ردود الطلبة عليه وبكيت حين قرأت قوله
"’فرحم الله عبدا دلني على خطئي وأهدى إلي عيوبي فإن من السهل علي – بإذنه تعالى وتوفيقه – أن أتراجع عن خطأ تبين لي وجهه وكتبي التي تطبع لأول مرة وما يجدد طبعه منه أكبر شاهد على ذلك."
وبكيت حينما قرأت في الصفحة الأولى من تفسير الإمام ابن تيمية –دقائقه-
"ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري
أينما رحت فهي معي ..... (نسيته)
إن أخرجوني فخروجي سياحة وإن قتلوني فقتلي شهادة"
وبكيت حين قرأت دعاء الإمام البخاري في آخر ليلة من حياته
"اللهم قد ضاقت بي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك" (أو نحوه)
وإذا أصابني أي واحد من زملائي بأقواله وجرحني برماحه
"بأن فيك كبرا كنت أقبل منه هذا الكلام
وفي بعض الأحيان أدافع عن نفسي
ولكني أشعر في قلبي شيئا منه
ويستدل لي الشيطان على عدم وجوده فيَّ أصلا
فأبكي وأدعو الله يا ربي ما فائدة العلم إذا كان في قلبي كبر
فصرفت همتي أن أقرأ تراجم الأئمة الأعلام
ويوما دخلت المكتبة أخذت ذلك الكتاب الأخضر
ثم رفعت رأسي ونظرت إلى الرف ورمقت إليه
فإذا هناك أكثر من عشرة مجلدات
فقلت سبحان الله كيف كتب هذا الإمام وبأي نية كتب
وليست هناك مطابع لإصدار هذه المجلدات
إنما هو نسخ بالأيدي خط بالأنامل
ثم كيف حفظت الأمة هذه المجلدات بدون أي وسيلة إلكترونية
فهل هممنا تعلو لكتابة ورقة إذا لم يكن هناك وجود للمطابع
سبحان الله ما أشد هممهم
فأخذت ذلك الكتاب
ثم أقول لكم لم أفتح هذا الكتاب ذلك اليوم لأعرف اسم إمام كاملا
وأعرف عمن روى عنه ومن روى عنه ومن وثقه ومن ضعفه
إنما فتحته لتربية نفسي ولأعلمها الإخلاص والصبر والتواضع
تدرون ما هذا الكتاب:
إنه كتاب"سير أعلام النبلا"للإمام الحافظ شمس الدين الذهبي رحمه الله
قرأت ترجمة الإمام أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله
وأحداثا وقعت في صغره وأدمعتني وأمسح بمنديلي الدموع ثم أقرأ
وإني أذكر قصة لهذا الإمام وفيها حديث فواكه
إما أنه كان يبيعها لفقره أم القصة لإمام آخر وقد أثرت تلك القصة في نفسي تأثيرا بالغا
وقرأت ترجمة الإمام البخاري رحمه الله كيف تعلم
وبلاؤه في خراسان وما جرى بينه وبين الإمام محمد بن يحى الذهلي رحمهم الله قد أبكاني
وقراءة هذه التراجم سطرت في صفحات قلبي نصائح ذهبية ثابتة –إن شاء الله-
وأولدت فيَّ همما أشعرتني لمسة الكهرباء
وأقترب كثيرا من كتاب "تلبيس إبليس" للإمام ابن الجوزي
وساءني وصفه للإمام ابن عبد البر في مسألة نزول الله تعلى إلى سماء الدنيا
¥