درس "الحساب" أو درس "العلوم" أو درس "علم الاجتماع" أو"تاريخ سرنديب" أو "التامل"
أو "الانجليزية" أو "السنهالية" فلا أكون في الفصل وأغيب عن هذه الدروس كثيرا
وهكذا استمرت الأحوال
حتى تبدلت واو الأحوال بالدال
وألجأني إلى ذات أحدال
لأن هذه الدروس المقررات من علوم التجارة لا أقول أنها من علوم الدنيا
وأما علوم الدنيا إذا أحسن طالبها نيته وأعملها في خيري الدنيا والآخرة يؤجر عليها
وأما إذا لم يحسن نيتها فلا يؤجر عليها
أو إذا أعملها في معصية الله يعاقب بها
وأما اتهام من تخلى عن قيود هذه المقررات الدنيوية التي تدرس
لتحصيل الأموال ولنيل الوظائف
بالإنكار للعلوم الدنيوية أو بأنه يحرم العلوم الدنيوية خطأ بل إثم
نحن نعلم من تاريخ العلوم "تُوْمَسْ أَلْوا أَدِسَنْ"
فإنه لم يكن ملتزما بالمقررات المدرسية بل كان مخلا بها
فعزل عنها أو اعتزل وتعرفون قصته
حين أرخم على بيض الدجاجة
كما ترخمها دجاجتها لتفرخ البيض
ولكن هذا الرجل العالم هو الذي الذي كشف الكهرباء
فهل نقول عنه أنه منكر للعلوم الدنيوية
إنما نعرف عنه أنه لم يحب تلك القيود
وهناك علماء كثيرون لم تر عيونهم المدراس
ولكنهم كشفوا كثيرا من الأسرار العلمية والمنافع الدنيوية
وأظن أن الأخوين "رَيْتْسْ" الذين كشفا الطائرات من هؤلاء-الله أعلم-
كنت عزمت على قرار
وهو أني لا أدخل في أي وظيفة دنيوية
مثل وظيفة "التدريس في المدارس الرسمية" أو "السكرتيرية في مكتب" أو "المحاسب"
أو "المهندس" أو "الطيار" أو "غيرها من الوظائف الدنيوية"
مع أن درجاتي كانت في كل الدروس التجارية عالية
ومنزلة "الدرجة الأولى" لا تمنح للطالب إلا إذا كانت درجاته ممتازة في المواد كلها
تعني أنه عالي الدرجة في كل الدروس
ثم إني وإن كرهت تلك العلوم التي تدرس للتحصيل على الأموال
ما كنت جاهلا بالعلوم الدنيوية
بل كنت أدرس العلوم الدنيوية من مصادرها الأصلية
حتى لا أقع في التقليد
ولا أدل على ذلك من موقفي المشهور بين الطلبة وزملائي في المعهد
من "دوران الأرض حول الشمس"
لا أتكلم هنا عن موقف علماء الإسلام من هذه النظرية أو الفرضية أو الحقيقية
بل أتكلم عن آراء علماء الفلك
والله إني لأعرف أن أكثر زملائي في هذا الأمر مقلدون
ثم يرون كل آية في القرآن أو كل متن في الحديث توافقهم على هذا التقليد
وكنت أقرأ أبحاثا باللغة الانجليزية والعربية في هذا الموضوع
واقرأ هذا يا أخي الكريم "ليس من الأصوب أن تقول إن الشمس تظل ساكنة، وإن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس. غير أن كوبرنكس برهن على أنه من الأبسط رياضيٌا أن نقول إن الشمس هي المركز، ومن ثم فلو أراد شخص في يومنا الراهن أن يكون ويقول إنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ) (الترجمة منقولة)
وليس القائل من العوام أو من الذين تأثروا بالكنيسة الكاثوليكية
وإن الرجل أمره مشهور فإنه صاحب كتاب
"تاريخ الوقت الموجز" ( The brief history of time)
وهو"اِسْتِيْوَنْ هاوْكِنْكْ" ( Stephen Hawking)
بيع من هذا الكتاب أكثر من تسعة مليون نسخة وترجم إلى أربعين لغة
قلت لزملائي إني أرى الشمس تطلع وتغرب فدليلي ما أشاهده بعيني هاتين
وإني أرى حديث حبس الشمس ليوشع بن نون عليه السلام
ولم تحبس الأرض ليمتد المساء له عليه السلام
فعقلي ونقلي تكفيني لاعتقادي
والله ما كنت لأدع المشاهد لثرثرة العالم
ولا أقول بنظرية "بطليموس" ولا أقول بنظرية "كُبَرْنِكَسْ"
بل لا أؤمن بالمركزية الأرضية ولا بالمركزية الشمسية تحركت الأرض أم ثبتت
وقرأت يوما كتابا يحتوي على بعض المقالات العلمية باللغة التاملية
وقرأت فيه عنوان "لماذ سميت أمريكا بـ"أمريكا؟ "
ومعلوم للجميع أن الذي كشف أرض أمريكا "كُلَمَْبَسْ"
فلماذا لم تدع باسم"كُلَمْبَسْ"
فعرفت أن الرحالة "أمريكا وَسْبُشِ" كان قد سبق إلى هذه الأرض
ولكنه ظن هذه الأرض أرضا أخرى (لا أذكره)
فجاء "كُلَمْبَسْ" فعرف الأرض وكتب كتابا عنها
فاشتهر أمره واسمه ولكن الحق لـ"أمريكا وَسْبُشِ"
والكشف لـ"كُلَمْبَسْ" فالتصق اسم الكشف بـ"كُلَمْبَسْ"
وسميت الأرض بـ"أمريكا" وهذا ما أذكره اليوم من تلك القراءة
وقد ترجمت هذه المقالة الصغيرة إلى اللغة التاملية وأنا في الصف الثاني
¥