تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[13 - 08 - 09, 11:08 م]ـ

قبل عشرين سنة أو قبلها بقليل

كانت الأحاديث الموضوعة والضعيفة منتشرة حتى بين علماء التوحيد

وكان من العلماء من كتب في مجلة مشهورة

بأن حديث وضع اليدين على الصدر في الصلاة في صحيح مسلم

وفي تلك الأيام كان الشيخ نوبار فاروق يعيش مع أهله وأولاده في جدة

والشيخ يحيى سلمي من أولاده وقد خرج مع أبيه وله عشر سنين

وكان يتعلم العلوم الدنيوية في مدرسة باكستانية بجدة (أظنه هكذا)

ثم التحق بدار الحديث بمكة المكرمة

وقد كان زميل الشيخ زياد السريلنكي حفظه الله

ولعله درس هناك أربع سنوات

ثم كان يدور في حلقات الدروس في الحرم

ثم قد عُين أبوه رئيسا على هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية لفرع سريلنكا

وبعد سنتين أو أقل منها جاء الأخ يحيى سلمي إلى سريلنكا

وكانت له مكتبة كبيرة لا نظير لها في سرنديب في كمها وكيفها

والشيخ يحى سلمي من أقربائي من طريق جدة أمي

وإني لأذكر جيدا فإن الشيخ يحى كان يعلمني وبعض التلاميذ

كتاب "العقيدة الإسلامية" للشيخ جميل زينو وعمرنا عشر سنوات

ولم يعلمنا إلا بعض الصفحات

فتنقل إلى كتاب آخر كعادته و نسيت اسم ذاك الكتاب

وأعجبنا به أيما إعجاب لأنه يلبس الثوب العربي ويخمر رأسه كالعربي

ولا يجاوز ثوبه ساقيه وكان صوته قويا ويتكلم اللغة العربية الفصحى

ويجيد اللغة الإنجليزية كلاما وكتابة

ويخرج الأحاديث ويحققها وينقل كلام الأئمة من حفظه

فاقترب كثير من العلماء منه لعلمه بالحديث

منهم الشيخ أنصار والشيخ الطبيب رئيس الدين وغيرهم حفظهم الله

وكان ينكر على أبيه "الدروس القرآنية" التي كان يعقدها في مكتب الهيئة بـ"كَلَمْبُوْ"

وكان من شيوخ أبيه الشيخ المودودي رحمه الله

فينتقد الشيخ يحيى تفسيرات أبيه بأنها مودوديات

وقد اكتسب يحيى شهرة فأعجبته تلك الشهرة

فبدأ كثير من العلماء من أهل التوحيد يسألونه عن أحكام الأحاديث

واختفت كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة من منابرالتوحيد

فأحببت أن أتعلم عنده وأقرأ عليه كتبا كثيرة وأحصل على علوم كثيرة

وأخبرته عن كل ما أكنه في قلبي من حرص وشوق للعلم والقراءة عليه

وكان معي أخي "مرشد" أيضا

ولقد وعد الأخ يحيى أبي بتعليمه اللغة الانجليزية

وكان أخي يفوز في الامتحان بالدرجة الثالثة والرابعة

ومع ذلك فصله عن المدرسة الحكومية وأرسل إلى يحيى

وصلنا إلى مركزه نهارا وكنت أحمل أحلاما عن كتب وأبحاث لم ترها عيناي

ولكن .........

تدري ما الذي حدث؟

وحين دخلت مكتبته ورأيت كتبها اقشعرت جلودي

وقد دخلت هذه المكتبة قبل ذهابي إلى المعهد مرات

ولكن هذه المرة أدخلها

بعد معرفتي باللغة العربية وقراءتي لبعض الكتب الحديثية

فأثرت في قلبي أيما تأثير

والله لقد جلت فيها في ذلك اليوم وطرت وهرولت وسعيت وكل شيء فعلت

وحين رأيت كتاب "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين" لابن شاهين بكيت في نفسي

لأني لا أعرف له إلا كتاب "تاريخ الثقات" الذي اشتهر به

وحين رأيت كتاب"المختلف فيهم" (كتاب صغير ولعل لونه أزرق) له رحمه الله

قلت لنفسي "يا أحمق .. ما أجهلك"

وبكيت ولعلي بكيت في ناحية من المكتبة وطرت فيها وأنا أقول "رب زدني علما"

وقرأت من هذين الكتابين ما نقله في ابن لهيعة

فقد وثقه في "المختلف"

ونقل كلاما للإمام يحيى بن معين في "تاريخ الضعفاء" وكأنه يضعفه

وحين رأيت رواية ابن محرز وابن الجنيد لكلام يحيى بن معين زادت هممي

ورأيت في مكتبته كتبا كثيرة بطبعاته الجديدة للشيخ الألباني رحمه الله

مثل "آداب الزفاف" كان أسود الغلاف قرأت فيه مقدمة الشيخ الألباني يشرح فيه

عن قصة كتاب "إباحة التحلي بالذهب المحلق والرد على الألباني"

للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله وهذه المقدمة كانت طويلة جدا

وقرأت كتاب "النصيحة " وكان أسود الغلاف.ألفه ردا على حسان عبد المنان

ورأيت كتبا كثيرة للشيخ علي حسن الحلبي حفظه الله

ورأيت فيها كتبا كثيرة في ترجمة الشيخ الألباني

فعزمت على القراءة كلها وأقرأ عليه البخاري ومسلم وكتب الفقه

وأريت له بعض بحوثي مثل:

"ختان الإناث سنة للنسوة والرد على من زعم أنه مخالف للمروءة"

"الرد على من أنكر شرعية صلاة الخوف في هذا الزمان"

فقال "لا تشغل نفسك في الردود فإن كتبت فاكتبها للبحث والتعلم"

ثم أرشدني إلى رسالة "زغلول العلم" للإمام الذهبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير