تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والله إنها نصيحة عالية غالية سجلتها في قلبي وعملت بها وأعمل بها إلى يومي هذا

وكان أخي "مرشد " يعمل من الصباح وما قدم له ولي طعام

حتى انتصف النهار ولم نر يحى سلمي ومكث في بيته التي في طابق المركز ولم يخرج

ولما كانت الساعة الثانية والنصف قدم لنا الطعام فكنا سبعة أو ثمانية

منهم عماله وبعض المدرسين ولكن الطعام كان أقل من القليل

فكنت أعرف منه هذه الضيافة التي لا تقدر فيها مشاعر الآخرين

فحزنت على أخي مرشد لأنه لم يشبع في بيته ولم يشبع في معمله

وما عرفت أن هذا من مكر المدعو يحيى

لانفضاض من حوله من حوله إلا بعد ساعات

ثم أمرني وأخي بالخروج إلى الغرقة التي تلي مكتبته وأغلق باب المكتبة

صليت العصر والمغرب والعشاء ويحيى يصلي ويذهب ولا يكلمني إلا سلاما

وإني كنت أمشي وأنظر إلى الطريق خلال النوافذ

وأعد السيارات والحافلات التي تمر وترجع

والله حزنت شديدا لأني لم أجد ولو كتابا واحدا للقراءة

مع أني بجانب مكتبة عظيمة

ولو كنت في معهدي أو في بيتي لقرأت كثيرا من الصفحات في تلك الأوقات

وتقول لي نفسي لعل هذا مكر منه لهدم مستقبلي لما عرفنا من كلام الناس الذين حوله عنه

كما أضيعت جهود أبي في تعلم اللغة العربية وعلم الحديث

ولكني حسنت ظني فيه

ولم يفتح باب المكتبة ولم أره بعد العشاء في غرفتنا

فازداد حزني وحزن أخي لما لقينا في أول يومنا في مركزه

فلما أصبحنا وصلينا الفجر سألته أن يدخلني في مكتبته فلم يأذن لي وقال

"إن شاء الله سأفتح لك بعد سويعات"

فقلت "ماذا عليه لو فتح باب المكتبة لي كما وعد أبي به"

وبعد سويعات فتح باب المكتبة وفدخلناها

وكنا جياعا ولكن لم يقدم لنا طعام ولا شراب

والله ما كان لي هم بالطعام ولكن حزني كان على أخي الذي لا يعرف مآسن النفوس

ثم حسنت ظني به فتكلمت معه في أمور

ومما سألته لماذا تتكلم عن الألباني فقط ولا تتكلم عن ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله

فقال "إن هؤلاء يرجحون المذهب الحنبلي!!!!!!!!!!!!!!!! "

فتعجبت من جرأته وسرعته فحينها عرفته جيدا

فانظر أخي الكريم سوء التربية

لماذا لم يتهم الشيخ الألباني بالحنبلية

وقد خدم كتاب "منار السبيل" بـ"إرواء الغليل"

ودافع عن مسند أحمد بن حنبل

بكتاب"القول الأحمد في الذب عن مسند الإمام أحمد" وفهرس له

ألا يعرف هذا الرجل قول الإمام ابن تيمية رحمه الله وهو حنبلي " مَا جَمَعْت إلَّا عَقِيدَةَ السَّلَفِ الصَّالِحِ جَمِيعِهِمْ لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ اخْتِصَاصٌ بِهَذَا، وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ إنَّمَا هُوَ مُبَلِّغُ الْعِلْمِ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ قَالَ أَحْمَدُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ مَا لَمْ يَجِئْ بِهِ الرَّسُولُ لَمْ نَقْبَلْهُ وَهَذِهِ عَقِيدَةُ مُحَمَّدٍ"

ألا يعرف هذا الرجل كم خالف الإمام ابن باز وابن عثيمين آراء للحنابلة اتباعا للحق

فبدأ ظنوني به تتغير ولكني لم أبدها له

وسألته عن علاقته بالشيخ الألباني وتلاميذه

لأنه كان قد أشهرنفسه بأنه تلميذ الشيخ الألباني رحمه الله

وكان عنده ورقة تزكية له من الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله

والله إن الشيخ إنما قال فيها أنه رجل سلفي

فإنه يريد أن يبني مسجدا فلا مانع في الإنفاق عليه

ولقد أشاع هذه التزكية في الانترنت وبين الذي لا يعلمون عن هويته

وتكلم عن علاقته بالشيخ الألباني رحمه الله كلها أكاذيب

لا يحسن ذكرها هنا فبدأ يضلل علماء التوحيد بسريلنكا

بأنهم ليسوا على المنهج السلفي ورموهم بالاعتزال والارجاء

والله كدت ان أموت حزنا على مافرطت وأضعت من أوقاتي

ثم صرح بأنه لا يستطيع أن يدفع لأبي تلك الروبيات التي وعد بها

فخاب ظني وخسر وكم تمنيت أن أطعم بها أهلي وأشبعهم وأفرحهم

فعلمت أنه يريد بي سوءا فعزمت أن أفر من عنده إلى أبي وأمي

وأضع رأسي في حجورهم وأصرخ وأصيح وأبكي وأحن حنين الطفل

وأقول ادعوا الله أن تكون لي كتب مثل كتبه وأقرأ وأدرس وأموت فيها

وكانت تعلو صيحات قلبي إلى كل أنحاء الدنيا

"طالب فقير بين الطعام والعلم وبين الأمل والألم يبكي وأهله ينتظره ليكون عالما

ولكن مسيره يكسبه آلاما"

ولقد طلبت من يحى بعض الكتب لأقرأ في بيتي

من غير أن أبدي له أني عزمت على الرجوع

ولكنه أبى نعم أبى كما كان يأبى من قبل

وحينها جاءتني تلك الخاطرة خاطرة السوء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير