تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نعم يا أخي عصيت الله وأذنبت له

أخذت بعض كتبه وأخفيتها في حقيبتي

وأعطيت بعضها مرشدا أن يخفيها في حقيبته

وأمرته أن يذهب إلى البيت فذهب

وحين سأل عنه يحى قلت "أخذته أبابته ولاعته فأمرته أن يرجع إلى البيت"

فوثق بي فحزنت لما خنته

وكنت أبحث عن فرصة لأنقذ نفسي من هذا المركز

وأفر إلى بيتي من حيث لا يعلم

وفجأة سمعت صوت أخ قريب ليحيى سلمي

وقد جاء بحقيبتي التي فيها تلك الكتب

فأراها ليحيى سلمي

فارتعدت فرائصي وارتفعت خفقات قلبي واسود وجهي وكدت أن يغمى علي من الهول

فقال "ما هذا يا مجاهد؟ " فقلت "لا أدري ما الذي حدث ولكني لا أستطيع

أن أمكث هنا بعد هذا ... لأذهبن إلى بيتي"

فسكت يحيى سلمي

ثم دعاني وخلى بي وقال "أدري أنك لم تسرق هذه الكتب

وإنها كيد بعض و سينكشف الأمر ولا تخرج من المركز "

والله إنه كان على ثقة بعدالتي وليتني صرحت عنده بأني أنا الذي أخذتها

ولكني قلت "لا .. لا ... لا أمكث هنا إني لأخاف على نفسي"

فعزمت على الرجوع إلى بيتي

فوضعت كل ثيابي في حقيبتي وحزمتها وحملتها وخرجت من عنده

فذهبت إلى موقف الحافلات بعد غروب الشمس

وتقول نفسي ياليتني قد مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا

وسرت في الطريق وأنا أبكي وأمسح دموعي بمنديلي

وكأن الدنيا أظلمت وأنجم السماء قد احترقت

وحين تفكرت أن كل إخلاف يحيى للوعود التي وعدبها لأبي

ستختفي عن نفوس الناس وينتشر بينهم حديث سرقتي للكتب وحده

وحين أرى بنياني الذي بنيته في بلدي شيئا فشيئا يهدم ويستأصل

وحين أظن أني زدت وقودا في نار بيتي التي كانت يحترق فيها أهلي

انفجرت دموعي

وتدفقت من أعيني

وهممت أن أجلس في طريقي

أو أفر إلى قرية لا يعرفني

ركبت الحافلة ووصلت إلى قريتي في الساعة التاسعة

ظلمة الليل الحالكة قد سترتني وعانقتني وأخذتني إلى بيتي

فإذا أنا بسيارة أمام بيتي وسمعت أصوات كلام أناس توحيني بشر

(وسأعود إن شاء الله)

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[13 - 08 - 09, 11:09 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصتك ليست عادية يا شيخ مجاهد , أنا متابع كالعادة إن شاء الله

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[13 - 08 - 09, 11:17 م]ـ

يا أخي إسلام جزاكم الله خيرا على متابعتكم ثم إني لم أفهم مرادكم من"قصتك ليست عادية" فهل تفهمونني لأني أعجمي؟

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[14 - 08 - 09, 03:12 ص]ـ

هاهاها , أي أنها مميزة ومشوقة ومفيدة يا شيخ:)

وهو تعبير دارج بعض الشيء , ثم أي عُجمةٍ هذه التي فيك؟

بل أنا الأعجمي بجوارك###

ـ[أبو عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[14 - 08 - 09, 07:28 م]ـ

قصة مشوّقة بأسلوب بديع

جزاك الله خيرا أخي مجاهد و وفقك لكل خير

تابع فلقد حرّكت أشجاني

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[16 - 08 - 09, 04:36 م]ـ

أقلقتنا عليك يا شيخ مجاهد , ما أخبارك؟

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[16 - 08 - 09, 06:02 م]ـ

أخي الجزائري جزاك الله خيرا وبارك الله فيكم

وأخي إسلام أحبك في الله وجزاك الله خيرا وبارك الله فيكم

حدثني أهلي أني أخطأت حين قلت

" فإذا أنا بسيارة أمام بيتي وسمعت أصوات كلام أناس توحيني بشر"

ولقد أخبروني أن السيارة قد ذهبت حين وصلت إلى بيتي

نعم قد اختلط علي الأمر من وهل ذكر ذاك اليوم

دخلت بيتي فإنهم حين رأوني رجعت إليهم في ذلك الليل الحالك

وحين علموا أن كل حلم حمله قلبي قد تساقط في طرقات مشيت بها

وحين علموا أنهم لا يستطيعون حيلة ولا يستطيعون سبيلا

كادوا أن يبكوا ويسقطوا على الأرض ألما وحزنا

نعم يا أخي إن الذي جاء بالسيارة يحيى وأصحابه

وصادر الكتب التي أخذها أخي وحذر أبي واتهمني

أني سرقت "شيكا" ثمنه خمسة عشر ألفا

فقال له أبي "أسأل الله أن يغفر لابني هذا الفراق بينه وبينك

وسنلتقي بك في ساحة الدعوة في المستقبل إن شاء الله "

صرت صنما في كرسيي

لا أدري ما أقول لأبي وأمي وإخوتي

و استحييت من البكاء أمامهم

ولا مكان في خصنا أن أستتر للبكاء

فابتلعت كل شهقاتي

فنمت وفي قلبي حشرجة وفي خدودي جريان سيول

ظننت أن المعركة قد انتهت ولكن انتشر الخبر بين الناس

بأن مجاهدا قد سرق كتب يحيى

فلما أصبحت ذهبت إلى المكتبة التي في بلدي

وفيها مدرسة يتعلم فيها الصغار القرآن

فذهبت إلى غرفة المدرسة في الساعة الثامنة وبكيت وصرخت وصحت

فسقطت على الأرض فأغمضت عيني فاغتمضت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير