تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويذهب كل طالب إلى بلدهم للإجازة إلا طلاب الصف الرابع

فيمكثون لاختبار الدروس الحكومية

ولكني استأذنت الأستاذ خليل الرحمن للذهاب إلى البيت

فقال "هل تحضر الامتحان. فإنك إن لم تحضر الامتحان ستعزل عن المعهد"

فلم أقل "لا أحضر" ولم أقل "أحضر" فابتسمت

ولعله ظنها موافقة مني على حضور الامتحان

فأذن لي بالذهاب إلى البيت وأمرني أن أحضر الامتحان

ذهبت إلى البيت وكنت عازما على عدم الحضور

ولكن ........

وقبل يوم من الامتحان جاءت مكالمة

من خليل الرحمن إلى الشيخ أشرف الذي أخبرني بنجاحي في المقابلة

ولم يكن لدينا هاتف ولا جوالة

فأخبرني الشيخ أشرف بأن الأستاذ أمرني أن أكلمه بالهاتف

فكلمته فقال بعد السلام "هل تلعب بنا وتظننا مجانين"

فقلت "لا .... يا أستاذ ... لا .. "

فقال "فأتنا على الفور" فأغلق الهاتف

فارتفعت خفقات قلبي واستشرت أبي

فأشار علي بالذهاب

فاستعددت للسفر وسافرت إلى المعهد

وذهبت إلى مكتب الأستاذ خليل الرحمن

فلما رآني لم يبتسم ولم يرحب بي

فقال"هل لديك بطاقة هوية؟ "

قلت "لا"

فقال "أليس عندك أي بطاقة أكدت من قبل الحكومة"

قلت "لا"

فغضب غضبا شديدا لأن الامتحان سيجري خارج المعهد في مدرسة حكومية

فلا يسمح لحضور ذلك الامتحان إلا ببطاقة هوية أو ببطاقة أكدت من قبل الحكومة"

فأعطاني "بطاقة الدخول" لغرفة الامتحان فكأن إعطاءه كان رمية بها

لأنه علم أن هذه البطاقة لا تساعدني على دخول غرفة الامتحان بدون بطاقة هوية

فخرجت من عنده ودخلت السكن

وأنا لا أدري ما سألقى لما فعلت

لأن الأساتذة كانوا عازمين على عزلي عن المعهد إذا امتنعت عن الامتحان

ولكن أظن أن المدير قد سهل الأمر وأبى عزلي لمثل هذا السبب

ثم إن رأيه موافق لما أرى

فبدأ الامتحان وبدأ زملائي يخرجون إلى الاختبار

وبقيت أنا وحدي في السكن

ولكني انتفعت بهذا الفراغ

فترجمت رسالة "رفع الملام عن الأئمة الأعلام "للإمام ابن تيمية رحمه الله

إلى لغة التامل وتبقى هذه الترجمة عندي محتفظة إلى يومي هذا

انتهى الاختبار الذي كان محنة لي

انتهت العطلة وبدأ الصف الخامس وجاء الطلاب الآخرون والأساتذة

فبدؤوا يستفسرون عن أخباري في الاختبار

فحين علموا نجاحي بدأت تتغير مواقفهم تجاهي

فما عزلت عن المعهد ولم يمسسني أي سوء

ولكن تبقَّى باثر تلك الأيام في جوفي

لا تمر به شمس ولا يضيء له قمر

وأسمع منها أنينة وأشعر بشهقة كانت من نفسي

وأرى فيها فضيضا وأحس منه دمعة كانت من عيني

بعد هذا النجاح اشتد طلبي للعلم واشتقت إليه كثيرا

واجتهدت في سبيله اجتهادا

فكتبت أول بحثي في الحديث

وسميته "دراسة أسانيد حديث ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض"

ووراء هذا البحث قصة ولعلها ملفتة

(ولعلي أعود مساء اليوم)

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[17 - 08 - 09, 01:56 م]ـ

المسجد الجامع الكبير الذي في قريتي

هو المسجد الذي يحضره آلاف من أهل هذه القرية

وبما كان أهل القرية يقلدون المذهب الشافعي

مع أنهم لا يعرفون المذهب الشافعي إلا من "فتح المعين" و "إعانة الطالبين"

كان عمار المسجد من مقلدي الشافعية

والبدع مثل الدعاء الجماعي بعد الصلوات الخمس

والترقية يوم الجمعة معدودة من السنن في هذا المسجد

كأكثر المساجد الموجودة في سريلنكا

وهذا المسجد بجانبه الخارجي ضريح الولي علاء الدين

ولكنه متروك غير مهتم به ومبناه منفصل عن المسجد

وحول هذا المسجد مقبرة عامة

وكان أهل التوحيد يصلون جميعا في هذا المسجد

وراء الأئمة المبتدعين

وكنا نود لو أن لنا مسجدا أسس على الكتاب والسنة

فولدت تلك الفكرة في خاطر يحيى وأخبر بها أباه ولكنه أباه

فإذا نحن نفاجئ فتوى يحي يحرم الصلاة في مسجد القرية

مستدلا بحديث "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"

وحديث "لا تصلوا إلى القبور"

فوافق أبوه على فتواه هذه فحرم الصلاة في ذلك المسجد

وأمر من صلى فيه ناسيا بالإعادة

فزعزعت تلك الفتوى أهل القرية

وصار بعض الناس من أهل التوحيد لا يصلون صلاة الجمعة

لما لم يجدوا مسجدا جامعا غير هذا

وأنكر عليهم بعض الناس هذه الفتوى

ولكن أبي رأى هذه الفتوى صوابا

مع ما بينه وبين الطبيب نوبار فاروق ويحيى من مشاكل

فكان يذهب إلى قرية "كُوْشِكَدَيْ"بالحافلة لأداء فرض يوم الجمعة مع ما فيه من مرض وعجز

وبعد مضي بعض الشهور اشترى الطبيب نوبار وأصحابه من أهل التوحيد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير