تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأضاف: العلماء وارثوا علم النبي صلى الله عليه وسلم في رسالته وهم خلفاؤه في أمته المحيون لما مات من سنته هم مصابيح الدجى وأعلام الهدى، هم النجوم بهم يهتدى، ويقتدي بهم حملة الملة وحراس لها أن يحرفها الغالون أو يزيغ بها عن حقيقتها المبطلون أو يعبث بها المبتدعون. فأردف: وموت العلماء وذهابهم قبض للعلم، وقد ثبت في صحيح البخاري: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العلماء ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".

وفقد العلماء ثلمة في الإسلام لا تُسد.

وقد فجعت أمة الإسلام بوفاة عالم جليل من إعلام الإسلام وإمام من أئمة السلفية فحزن لفقده كل من عرفه وعرف قدره وعلمه وسلفيته ومناصرته للسنّة إحياء لها إنه الشيخ المحدث العالم عبدالقادر الأرناؤوط.

وقال: مات رحمه الله والمسلمون بحاجة إلى رجال مثله، فقد عرف عنه حبه لسلف الأئمة وسيره على منهاجهم الصحيح، فقد اعتنى - رحمه الله - بنشر علوم السنَّة والذب عنها ونشر تراث السلف. واهتم بقضايا العقيدة وسلامة التوحيد من كل البدع والخرافات والضلالات التي أدخلها أهل الأهواء، وقد واجه في ذلك مضايقات كثيرة ولكن الله نصره وأيده وما أحوج الأمة إلى مثل هذا العالم الذي يسير على نهج السلف الصالح ولا أستطيع حصر ما قام به من جهد علمي في نشر العقيدة وعلوم السنّة ولكن أذكر بعضها فقد حقق كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب وحقق كتاب زاد المعاد وجامع الأصول لابن الأثير وغيرها من كتب العلم، فرحم الله الشيخ رحمة واسعة وغفر له ورفع درجته في التهذيب وأنزله منازل النبيين والصديقين وعوضنا خيراً منه.

بذل كثيراً في نصرة الدين

وقال د. عادل بن محمد السبيعي - عضو هيئة التدريس بقسم السنَّة بجامعة الإمام - لقد فجع العالم الإسلامي في يوم الجمعة الماضي بموت عالم من العلماء ومجاهداً من مجاهديه بذل كثيراً وكثيراً في نصرة دينه سنة نبيه صلى الله عليه وسلم مع تمسكه الشديد بالعقيدة السلفية علماً وعملاً ومنهجاً ألا وهو الشيخ الجليل والعالم النبيل عبدالقادر الأرناؤوط.

وأضاف لقد فاجأ الموت فجر يوم الجمعة الموافق 1425/ 10/13ه في مدينة دمشق البلقاء في سورية وقد خسر العالم الإسلامي بموته خسارة كبيرة نسأل الله أن يخلف على الأمة بالخلف الصالح وأن يتغمد الشيخ برحمته ويعلي درجته، وأن يلحقه بالنبيين والصديقين ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وما والله موت الشيخ عبدالقادر كموت غيره. روى البيهقي في مناقب الشافعي وابن عسكر في تاريخ دمشق عن قتيبة بن سعيد الثقفي قال: "مات الثوري ومات الورع ومات الشافعي وماتت السنن ويموت أحمد بن حنبل وتظهر البدع". ونحن نقول مات عبدالقادر الأرناؤوط في بلاد الشام ومات من ينافع عن السنَّة ويقمع البدعة هناك. رحم الله الشيخ وأعلى درجته ولعلي أذكر طرفاً من حياة الشيخ ثم أعقبه بأهم ما تميز الشيخ به عن غيره من العلماء وخاصة من أهل بلده.

وأشار: ولد الشيخ سنة 1347ه في مدينة كوسوفا ثم انتقل مع والده إلى دمشق وعمره ثلاث سنوات وتلقى تعليمه الابتدائي هناك وتعلم القرآن والتجويد واللغة وشيئاً من الفقه على يد شيخ مغربي يقال له صبحي العطار، اهتم بعلم الحديث منذ شبابه حتى بلغ فيه مبلغاً جيداً، وتولى تدريسه بعد ذلك اعتنى بالتحقيق منذ وقت مبكر حتى بلغ عدد تحقيقاته ما بين 40إلى 50كتاباً للحديث، من أهمها كتاب جامع الأصول لابن الأثير وزاد المعاد لابن القيم ومشكاة المصابيح للتبريزي التقى بعدد من العلماء البارزين أمثال الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز والشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني والشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمهم الله - وغيرهم كثير، وكان محط احترام هؤلاء العلماء وتقديرهم .. وقال لقد نشط في بيان منهج السلف الصالح منذ وقت مبكر حتى اتهم كما اتهم من قبله من العلماء بتهم كثيرة وحاربه أهل البدع في بلده وسعوا به ومنعوه من الخطابة.

ولقد كان لارتباطه بالعلماء السلفيين أمثال الألباني الأثر الكبير على حياته العلمية والمنهجية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير